عام

رتب أعواد الكبريت

Views: 863

رتب أعواد الكبريت لتشتعل المقاومة


لا أدري كيف يسهل علينا أن ندعي أننا نريد تحرير فلسطين ونحن نحسب أنفسنا خارج المعادلة! نتحدث عن المقاومة بصيغة “هم”، يفعلوا ولم يفعلوا، سينتصرون …إلخ، من هم هؤلاء؟ وأين نحن من المشهد؟ أين نحن من نهج المقاومة ومشروع التحرير؟

ولا أدري كيف يمكن لأن نفكر بحياة مستقرة، وبيت وتعليم وأبناء، والوضع على الأرض غير مستقر ولا ينبئ بأمان ولا استقرار! نريد أن يتغير للأفضل دون أن ندفع ثمنًا لذلك، فهناك غيرنا تُسترد منهم الفاتورة، المهم أن لا أصاب أنا ولا من حولي بأذى! هذه الأنانية المفرطة تدفعني لأكرر السؤال: من أنتم؟ ومن هم؟

ولا أدري كيف يمكن أن تمارس وزارات عملها على أرض مبتورة، ومؤسسات تمضي إلى حالة تعايش لا تغير شيئًا ولا تحسِّن شيئًا، كل همها الحفاظ على الروتين، والحصول على راتب، وتأجيل كل المشكلات إلى مرحلة “الحل النهائي”! ولعل هذا اللفظ أشهر من أن يُعرَّف!

حتى يستقيم حال المقاومة كحياة وحالة معاشة نحتاج لترتيب فوضى أولويات حياتنا، نحتاج لأن نهيئ الأرض التي نريد الاستقرار عليها، والعمل فيها.

لماذا نصر على تزيين حياتنا “بمكياج” لا يزيد بشاعة الأحوال إلا بشاعة؟ حين نكون روادًا أو متفوقين أو مسؤولين على رأس هرم اللاشيء ماذا ننتظر؟

ننتظر أن يقوم غيرنا بالواجب، ننتظر أن تتغير الأحوال من تلقاء نفسها، أو أن يُسقط علينا الله من السماء وابلًا يذهب بالسيئين ويبقي الخيرين؟ مَن الخيرين يا ترى في معادلتنا هذه: أنتم أم هم؟

حالة فوضى، حالة خوف من مجهول، كل الخطوات متناقضة تجعلنا نقف أمام شعور اللاجدوى فنحن لا نقدم شيئًا، وكل ما نفعله هو الانتظار، ونعيب على المتحركين حركتهم، ونحصي أنفاس وخطوات الـ “هم”، ونكتفي بالمراقبة من علٍ!

حياتنا أشبه بلعبة أعواد الكبريت، هناك أعواد وضعها خاطئ، فردية نحو الذات، وإقصائية تجاه الـ “هم”، وما دمنا نعتبر أنفسنا خارج المشهد فلن تضيء أعواد الثقاب، ولن يكتمل اشتعال المقاومة.

مطلوب أن نعود إلى إعراب أنفسنا أمام هذا النهج، فنوحد خطوات حياتنا، في أنفاسنا، في طعامنا، في تواصلنا، في تعلمنا، في كل شيء؛ لا ننبض إلا بالمقاومة ولا نبصر إلا التحرير، وخلاف ذلك نبقى نتعثر، وتتعثر بنا المقاومة.

مطلوب أن يكون لنا سهم في كل شيء يساعد على الاستمرار، أن نكون على أهبة الاستعداد للحظة تحتاج منا إقدامًا وتقديمًا للمقاومة على شؤوننا الخاصة، على الأنا التي تتمحور حولها حياتنا أحيانًا كثيرة.
لنرتب أعواد الكبريت لتشتعل المقاومة.

إسراء خضر لافي
11/صفر/1436هـ
03/كانون أول/2014م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *