عام

ما المطلوب مني كفرد تجاه فلسطين؟

Views: 1404

ما المطلوب مني كفرد تجاه فلسطين؟

تشهد فلسطين حالة غليان متصاعدة منذ خمسة أعوام، كما تشهد عملًا مقاوِمًا وجهادًا دؤوبًا لم يتوقف وخاصة في السنوات السبع الأخيرة، ما بين عمليات يُستشهد منفذوها أو خلايا تُعتقل بعد التشكيل أو أثناء التنفيذ أو مواجهات أخذت شكل الموسمية لفترة طويلة، تعززت عام 2014 بعد حرق المستوطنين لمحمد أبو خضير وخلال حرب غزة وخلال أحداث المسجد الأقصى، ثم عادت لتشتد بعد حرق عائلة دوابشة، مع أهمية الانتباه إلى أن هذه المواجهات لم تتوقف خلال كل الشهور منذ عامين تقريبًا ولكنها تشهد صعودًا وهبوطًا يفرضه الميدان.

واليوم سواء توسعت انتفاضة القدس إلى ثورة تحرير أو توقفت كموجة لها ما بعدها كم سبقها الكثير من أحداث منذ 2011 إلى اليوم؛ فإن ما يجري يؤسس لوعي أكبر بمسألة التحرير وأهمية التعاضد وتجاوز التفكير قصير الأفق، ويؤسس لصناعة ثقافة الانتصار والمشاركة فيها، ويجرم من يتأخر، ومن يختار الانزواء، ويخلع على كل منا إعرابًا يناسبه، ويعلم دروسًا كثيرة.

المهم ونحن نتابع الحدث أو نشارك فيه أو نعلق عليه آمالنا وغاياتنا الكبرى؛ أن لا نيأس، أن لا ننكفيء، أن نستخلص العِبر، وأن نواصل العمل والإعداد ذاتيًا وجماعيًا، وإن توقف التدفق والتدافع لا يعني أن تكف عن جهاد نفسك، عن توطينها على استقبال أقدار الله مهما كانت، فإن ثمار الغد لا تُجنى إلا بعمل اليوم.

كم من الأمنيات، والدروس، والشهادات والمشاهد المؤثرة التي شاهدنا وعشناها بل ولا زالت تعيش معنا منذ خطف الجنود الثلاثة في الخليل وما تبعها، ثم حرب غزة وما شاهدناه بأم أعيننا من إعداد وتضحيات وثبات، والتي لا زالت تكشف عن نفسها يومًا بعد يوم ببرامج وتقارير وشهادات لم تتوقف، بل كل فترة تعيد فتذكرنا ببطولة أذهلتنا وأعجزتنا، ثم رباط القدس وانتفاضتها التي كانت بمنزلة القلب من الجسد بالنسبة لكل فلسطين ولكل مَن انخرط فيها.

إن التحرير الذي نراه في الأفق يحتاج منا أن نبقى في حالة تعبئة عامة مستمرة، إعداد مستمر، وجهاد مستمر، وجاهزية عند كل نداء، مع كل اعتداء سواء أخذ صفة الديمومة أو التأقيت.

ثلاثة أوامر في كتاب الله نحتاج استحضارها في مسيرتنا الطويلة: “واعتصموا بحبل الله جميعًا”، “وأعدوا لهم ما استطعتم”، “وجاهدوا في الله حق جهاده”، معالم طريق كاملة، فأين نحن منها؟ وهل تملك قلوبنا أن تحيا الجهاد قبل أن تمارسه؟ هل نملك أن نجعل الجهاد منهجًا لكل مناحي حياتنا في الدعوة، في التربية، في الإعلام، في التعليم، في الزواج، في كل مناحي الحياة ومن كل مكلف؟

أهمية السير نحو التحرير تكمن في بقاء بوصلة القلب والفكر والعمل لا تشير إلا إلى القدس المحتلة، ولا ترى في أي عمل مهما كان حتى لو طعامًا إلا قوتًا يقيت القلب لمواصلة المسير نحو القدس المحتلة، تكمن في شعور كل منا أن صلاته وسعيه نحو المسجد وتلاوة القرآن والبر والصدقة والتعلم والنصيحة والقلم والمال وما انبثق عنهما من عمل؛ كله جهاد ورباط.

“والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”

إسراء خضر لافي

01 محرم 1437هـ

14 تشرين أول 2015مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *