عام

تلخيص – قوانين تاريخية وتطبيقات معاصرة

Views: 822

كتاب: هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس

المؤلف: د.ماجد عرسان الكيلاني

دار النشر: مركز بيت المقدس للأدب والترجمة

420 صفحة

(سنة النشر غير مذكورة)

تلخيص فصل قوانين تاريخية ضمن دبلوم مكثف في تاريخ فلسطين مع أكاديمية دراسات اللاجئين :::

 

 

قوانين تاريخية وتطبيقات معاصرة

التاريخ لا يعيد نفسه، بل يقدم أسباب الهلاك، أما الاعتبار فهو فقه السالكين لقوانين المجتمعات، والأحداث، والظواهر، والفقه أي التفريق بين مَن له (مثل أعلى) يناضل وينافح لأجله، ومَن تحكمه الارتجالية والأماني.

ثم يشير الكاتب إلى ضرورة وجود فقهاء في الاجتماع البشري مهمتهم اكتشاف السنن والقوانين التي تخضع لها المجتمعات الإنسانية، وقد بين يدي الفكرة 11 قانونًا على النحو الآتي:

القانون الأول: صحة المجتمعات ومرضها أساسها صحة الفكر ومرضه:

كل مجتمع يتكون من ثلاثة عناصر: الأفكار، والأشخاص، والأشياء، وطغيان أي عنصر منها يؤثر في بنية المجتمع حتى يلفظ أنفاسه ويموت، وتتقدم إحدى الجماعات البشرية الأخرى لتعلن نبأ الوفاة أو تحل محلها فتسدل الستار على مَن سبقها، ومن أمثلة ذلك: الصراع بعد عهد الخلفاء الراشدين.   [divider] [/divider]

القانون الثاني: فشل محاولات الإصلاح والمراجعة التربوية:

يبحث في حلقتي الفكر والشعور دون القفز إلى حلقة السلوك، ودون أن ينطلق من الأخيرة، لأنها دليل على اتباع الظواهر كنتائج وهذا ينطوي على معالجة سطحية لا تغوص إلى أصل المشكلة، وقد شبهها بالتوبة إذ هي عملية مراجعة وتقويم شاملة في الحلقات الثلاثة.

وبهذا يحصل التفريق بين العقلية السطحية التي يمثلها (المسلم التقليدي)، والعقلية العميقة التي تأخذ وقتًا نت التوقف والتأمل العميق للدراسة والبحث في أصول الأفكار والقيم والاستراتيجية.

ومثل لذلك بمبدأ الانسحاب والعودة الذي مارسه الغزالي، وهو مبدأ كان له أثر في إظهار من أُطلق عليهم (طلائع الإصلاح) كالغزالي والشيخ عبد القادر وغيرهم، ولنجاح هذا القانون لا بد أن يتولى عملية المراجعة أولو الألباب.   [divider] [/divider]

القانون الثالث: أثر “الأذكياء” في فقه الإصلاح:

يبدأ هنا من حيث انتهى القانون الثاني، بأولي الألباب والإرادات العازمة النبيلة الذين يقوم على عاتقهم قيام الإسلام بالدور الحضاري المنشود.

وهذا يستدعي تقديم العقل بين الناس كأفضلية، وما يُحدثه اشتغال الضعفاء وغير الأذكياء في المجتمعات من جمود وضعف.

فإذا كان البحث العلمي يستلزم تحديد المشكلة بدقة، ودراستها من خلال الوصول إلى أصلها بتتبع تاريخي؛ فإن مشكلة العالم الإسلامي المعاصر متمثلة في سوء استغلال العقول البشرية، وضعف العناية بالمتفوقين والموهوبين.

ويتمثل واقع العالم الإسلامي في أمرين:

  1. إقصاء الموهوبين بعدة وسائل داخلية وخارجية، طاردة لهم، ومانعة لهم عن التقدم.
  2. تقديم الأغبياء ليكونوا نخبة قيادية.

إن أي نهوض بالمجتمعات مرتبط بالعقول النيِّرة، وما تحققه من إنجاز وإبداع حضاري.   [divider] [/divider]

القانون الرابع: المنهجية والإصلاح:

تقديم بناء وتطبيق القيم قبل إنفاذ الحدود، ولتحقق ذلك لا بد من عناصر:

  1. الزهد في المناصب، وإصلاح النفس قبل التصدي للمجتمعات وآفاتها.
  2. عدم الفصل بين المظهر الديني والاجتماعي المتعلق بالعدل والحرية والمساواة والشورى، والانتباه إلى السياسات الدافعة لا الوقوف عند ضوابط الممارسة.
  3. استمرارية العمل في التربية القيمية والانصهار في المجتمع لتحقيق التخمير الذي يجعله مؤهلًا للمواجهة، وتقديم القدرات والإمكانيات والتضحيات اللازمة.
  4. التعرف على الكوادر البشرية الصالحة لتكون أنصارًا وجنودًا للرسالة ويراعى في ذلك التنوع الجغرافي دون إهمال لريف أو بادية أو أماكن نائية.  [divider] [/divider]

القانون الخامس: عناصر قوة المجتمعات والفاعلية الإصلاحية:

وهي المعرفة، والثروة، والمهارات السياسية، والقدرة القتالية، ولنجاح أي دعوة إصلاحية لا بد لها من توافرها وتضافرها معًا، وعادة تبدأ مرحلة الخطر بعد النجاح وهي انتفاشة النجاح بحيث يقع الاغترار بالقوة والثروة فتُهمش المعرفة ويكثر المتسلقون، ولذلك لا بد لاكتمال النجاح من تولي أولو الأمر الذين رجح الكاتب أن يكونوا: العلماء والأمراء، بحيث يدور الأمراء في فلك العلماء وليس العكس.

وقد عرض لمجموعة أمثلة حول أهمية تكامل العناصر الثلاثة بأمثلة من العصر القديم كالشقاق بين رجال الفكر ورجال العسكرية، وفي العصر الحديث كما في أمريكا وإسرائيل، وما تلعبه مراكز الدراسات والبحث من دور فيها من خلال الإسهام في رسم السياسات وصنع القرارات.

ثم عرج إلى بسط العلاقة العدائية بين الحركات الإصلاحية والأنظمة السياسية الحاكمة وإلى الخلل الذي شاب العلاقة بينهما، وضعف فهم تكامل العناصر، والنتائج السلبية الناتجة عن هذا الصراع والتي أسفرت عن استنزاف المقدرات وتبديد الطاقات.   [divider] [/divider]

القانون السادس: النجاح وتزاوج الإخلاص والصواب:

يُجسد هذا القانون من خلال مؤسسات تربوية ومؤسسات تخطيط وتنفيذ، بالإضافة لأهمية اعتماد العمل الجماعي في التصدي لمجتمع الكفر، والفتنة، والفساد، ولا يكون ذلك دون تكامل المؤسسات معًا، فالمؤسسة التربوية تنتج حكمة نظرية متمثلة في قيم ومهارات، ومؤسسات التخطيط والتنفيذ تنتج حكمة عملية على شكل برامج ومشاريع.

ولكن نظرًا لجمود المؤسسة التربوية وما أفرزته الحركات الانفصالية، وتخلي العالم الإسلامي عن تربية أبنائه؛ أوجد هذا فراغًا تربويًا كاملًا.

وقد قامت حركات الإصلاح ومحاولات التجديد ولكنها بدأت بخطوة التغيير قبل تأصيل التربية لتغيير ما بالأنفس؛ فنشأت سلبيات ونتائج منها:

  1. ضمت مزيجًا متنافرًا قائم على الولاءات العائلية والقبلية والتي اعتمدت أساسًا في تشكيل القيادات.
  2. نشوء صراع مع السلطات القائمة سياسية أو عسكرية.
  3. إيعاز المهمة التربية لأنصاف المتعلمين والمربين والذي تسبب في شيوع فوضى الثقافة وساهم في تسطيحها، وظهور الانقلابات، والفجوة بين الشعار والممارسة، وشيوع الظن والهوى.
  4. إهدار الطاقات البشرية بين التطرف والاعتزال.
  5. التعامل وفقًا لمنطق الحق المطلق والخطأ المطلق وما ظهر عنه من إقصاء وعداوة وضيق.
  6. هيمنة العقلية الخطابية المرتكزة على السلوك.

لكل ما سبق تزداد أهمية التخطيط التربوي العلمي من خلال إبراز مؤسسات تربوية وفكرية تهدف إلى إعداد المؤهلين وفقًا لقدراتهم للقيام بدورهم الفاعل مما يحقق تكاملية التنظير والتطبيق.   [divider] [/divider]

القانون السابع: الإصلاح والتدرج والتخصص:

وذلك ممكن من خلال ثلاث مراحل:

  1. الانتقال من الغياب إلى الحس الاجتماعي.
  2. الانتقال من الحس إلى الوعي الاجتماعي.
  3. الانتقال من الوعي إلى التطبيق.

ومثال على ذلك تجربة جيل نور الدين والتي مرت في عدة أطوار:

  1. مرحلة الجهاد التربوي والتغيير الفكري والتي تقوم على الإخلاص والإصابة.
  2. مرحلة الجهاد التنظيمي وبناء الدولة في المكان الذي قامت فيه.
  3. مرحلة الجهاد العسكري الذي برز فيه صلاح الدين.  [divider] [/divider]

القانون الثامن: عدم الفاعلية وتخريب الإصلاح:

أهمية تحويل الأفكار إلى برنامج عمل ومشاريع، فحجم تكديس الأفكار واصطدامها بطبيعة الواقع، وما يتعرض له المجتمع من سلسلة من الانشطارات في عالم الأفكار في ميادين السياسة والعقائد والاجتماع والاقتصاد؛ تجعله يكفر بالحلول، فإما يعتزل وينشغل في نفسه أو يلجأ إلى الاغتراب والهجرة. [divider] [/divider]  

القانون التاسع: المؤسسات التربوية التجديدية وفاعلية الإصلاح:

مجموعة من المؤسسات التي لا بد أن يتجدد دورها ويتكامل: الأسرة بتجديد وإحياء مفهوم التزاوج لا الاختلاف والندية، والجامعة والمدرسة بإعادة إحياء مفهوم التربية وقد تلاشى، ومؤسسات الثقافة والإعلام وعلى تعددها فدورها الفاعل لا زال ضعيفًا أو مشتتًا، والمسجد الذي بغياب دوره تنشأ وتنتشر مساجد الضرار فتشيع منهج الفساد، والأمن وهي مؤسسات تغيرت عقيدتها، فهناك فارق بين عقلية عسكري مسلم، وآخر من حيث الولاء والممارسة، ولإصلاح الأمن لا بد من العودة لأصول أشار الكاتب إلى ستة منها:

  1. نبالة الغاية وصوابية الأهداف.
  2. تواضع المنتصر ورحمته.
  3. تحذير الجندي المسلم من موالاة الآلهة الأنداد.
  4. الطاعة للقائد أو الزعيم ما أطاعا الله سبحانه فإن عصياه فلا طاعة لهما.
  5. ذكر الله هو صيحة الانطلاق للجهاد لا الأبواق ونحوها.
  6. موالاة الإسلام والجهاد تحت لوائه فقط.  [divider] [/divider]

 القانون العاشر: فترات الازدهار أو الانحطاط ومستوى أداء الأفراد والجماعات:

النجاح في فترة ما يشمل كل نواحي الحياة ولا يقف عند السياسة والعسكرية، وكذلك الفشل فإنه يعم كل شيء، ويشير رقي أو تخلف التربية إلى مستوى الأداء والإنجاز من خلال:

  1. الموقع الذي تحتله القيم:
  • ارتقاء بالنوع الإنساني.
  • استمرار النوع وبقائه.
  • الحفاظ على الجسد.
  1. دائرة ولاءات الأفراد والجماعات:
  • الولاء للأفكار التجديدية الإصلاحية.
  • الولاء للأشخاص.
  • الولاء للأشياء.
  1. درجة النضج الاجتماعي الذي تصل إليه الشخصيات:
  • الاعتماد على الغير.
  • الاستقلال.
  • تبادل التعاون مع الغير.  [divider] [/divider]

القانون الحادي عشر: استراتيجية الإصلاح وقوانين الأمن الجغرافي:

والذي يُلخص بقانون التخصص والتكامل، وفاقد التخصص يتعاون مع غيره ليحقق التكامل، فلا يغلق المسلم علاقة فيها خير للأمة، ويراعي التنوع الجغرافي وينتبه للعلاقات الخارجية في المحيط حوله بما يعود بالنفع لبلاده.

ولا بد من توحيد لبلاد الشام، وتوفير المنعة وحشد الطاقات، وإعادة البناء الإسلامي على أسس سليمة تضمن تحقيق الغايات الكبرى. [divider] [/divider]  ملاحظتان بين يدي الفصل:

  1. فكرة العناصر أو العوالم الثلاثة: الأفكار والأشخاص والأشياء، هي من أفكار م.مالك بن نبي، والكاتب لم يذكر ذلك ولم يُشر إليه إلا إن فاتني ذلك في فصول سابقة من الكتاب.
  2. طرح موضوع الأيديولوجيا ضمن هذا الفصل كان يمكن عدم طرحه لأنه لا يكفي أن يفرض وجهة نظره دون بحث أكثر شمولًا وعمقًا حول المصطلح وهو محل نقاش.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *