عام

ملك ونورهان وقلبي

Views: 1059
السادس عشر من أيار كتُبت نهاية ترقب استئناف حكم بحق الأسيرة المقدسية الصغيرة ملك سلمان من بيت صفافا، حين دخلت إلى الساحة وكلنا نترقب ماذا حصل وهي بكل هدوء بترد علينا: نزلت سنة، بدل 10 صرت 9 سنوات، وتبتسم بهدوء وتسليم غريبين، ومضت إلى غرفتها، فيما وقفت أبتلع غصة خنقتني فكيف يمكن أن تسلم بكل هذا الهدوء وأنا التي ما احتملت ضيق السجن وكنت أجد أيامي التي قضيتها كثيرة كثيرة، لكنها ثوانٍ ودقائق معدودة مقارنة بأيامها التي قضتها منذ 4 سنوات! 😢
ملك، ذكية فعلًا ونبيهة، كانت تدرِّس الأسيرات الرياضيات، والحقيقة أنها ممتازة، ليس شخصية تنفيذية، لديها قرار ذاتي وتفكر وتميز، وفي شهوري الأخيرة فقط تمكنت من استجلاء الطفلة التي بداخلها فعلًا حتى بدأت أراها دائمًا كذلك. 😌
ترسل إليّ سطرين ممتلئين بالذكريات فكم اختلفنا على المفرزات وفقدناها أحيانًا لصرامتها في متابعة ثلاجة المطبخ حين كانت “خوليا” أي ضمن فريق العمل المشرف على حاجات الأسيرات، وكانت تلح أحيانًا لتوزع المتوفر من الخضار عليّ كي لا أرجع شيئًا من حصة الغرفة، كانت مناوشات لطيفة وخاصة بعدما استلطفنا بعضنا! 😇
أما في الحادي عشر من حزيران وبعد عيد الفطر بأسبوع كنا على موعد مع ترقب جديد دخلنا في نبضات قلبه لكثرة ما طلبت الأسيرة المقدسية الصغيرة نورهان عواد منا الدعاء، وكنت أمازحها وأقول لها يا رب من 3 لـ5 وهي تقول يا رب باستسلام شديد وترد: مش حابة أعشم حالي كثير 😔وأنا بعاتب حالي لو قلت بس 5 وركزت عليها!
وفي يوم المحكمة كنت الوحيدة في الساحة عصرًا والصحيح كنا نتسابق لما نسمع صوت سلاسل حتى نستقبل الأسيرة القادمة، ولا أذكر وقتها لماذا كانت الساحة فارغة ربما لأنها أول الفورة، المهم ..
قفزت بسرعة: شو صار بشّري؟ بنفس الهدوء: نزلت 3 سنوات ونص، حضنتها وأنا فرحانة كثير وصرت أنادي نورهان حكمت 10، نورهان نزلت 3 ونص، والتم القسم عليها، كانت هي مبسوطة ورضيانة إنه هيك الحكم صار 10 سنوات بدل 13 ونص والآن قاربت على إنهاء 5 سنوات منها. 😭
ولما أرسلت لي هذا النص القصير فاض قلبي بالحب لها وهو الممتليء قبلًا، والذي لم يشبع منها ولم يمل، أعشق براءتها، وتجيش في صدري العواطف، وأختنق بالعبَرات.
لم أكن أنوي كتابة شيء لأي أسيرة، ولكني في يوميّ الأخيرين لم أرد دفترًا خائبًا، ولم تتشابه كلماتي، بل تركت لقلبي الانسياب على الورق صادقًا محبًا ناصحًا راجيًا الخير وأنا لا أدري أين ستستقر وماذا ستزهر ومتى ولكني فعلتها بحب ورضى. 🌺
Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *