عام

عادات مجتمعك سجنك باختيارك!

Views: 2069

عادات مجتمعك سجنك باختيارك!

ضيق الأخلاق وكدر الحياة الذي قد يلقي بظلاله مع الأزمة الاقتصادية في جزء منه جوهره التمسك بعادات اجتماعية وتقاليد بالية لم تضف إلى حياتنا إلا مزيدًا من الأعباء التي لا قيمة لها إلا (كلام الناس) وفي كثير منها لا تعدو كونها مجاملات قد يكون قلب أحد طرفيها (يلعن الآخر)! ..

فارق بين أن تؤدي واجب صلة رحم، أو زيارة أخوية، أو تمتين لأواصر ما إرضاءً لله وكسبًا لأجر عن أن تقوم بذلك لأجل التزام بعادات الناس، وكلام الناس ..

كلام الناس هذا فسَّخ العلاقات .. فالناس لا بد لتزور بعضها من أن تحمل شيئًا كهدية، ولكن إن كان الإنسان لا يملك؟ لا يملك أن يحضر هدية إلى جانب مواصلاته فماذا يعمل؟ سيختار أن يقطع كل علاقاته ..

والناس تلزم نفسها بزيارات معينة لأن العادة درجت على ذلك وليس حبًا أو رغبة اختيارية فتتكلف وتُكلِّف والهدف؟ تنفيذ عادة لم يأتِ بها قرآن ولا سُنة والله لا يكلف نفسًا إلا وسعها ..

أزورك عن حب وأتصل عن حب وحين تكون ظروفي تسمح لن أنتظر من أحد أن يُلزمني بواجب هدية فالهدية لتعزيز العلاقة وليست فرضًا .. أزورك لا لأجل كلام الناس بل لأجلك ولأجلي ..

ربما للتربية دور في ذلك .. فأبي من الذين لا يتعاملون بالعادات ولا تهمه عادات الناس .. المهم أن يقوم بواجبه .. كنت أظن أن هذا تشدد ولكني أدركت أن هذا الأمر يبقيك حرًا .. متى استطعت قدمت ومتى لم تستطع تزور ولا تنقطع ..

أما النساء فإن مجتمعهن معقد فإنهن يزنَّ الهدية ويحفظنها ولا يفوتن فرصة لردها بمثلها .. ولا تتحرك خطوة بدون أن تفكر كيف تقدم شيئًا تحت عنوان: (تقدم قيمتك)!  ..

ووصلنا إلى حالة مَن يصلني أصله ومَن لا يصلني لا أصله .. والحقيقة لو كان الوصل بدون تكاليف لطاب ودام ..

يكفي مجاملات .. ويكفي مطالبة بعادات .. وليتنا نلتزم بفرائض الدين كما نتشدد في عدم ترك قيد أنملة من العادات ..

عِش بين الناس بما يبقيك حرًا ويترك لهم مساحة حرية .. وفي نفس الوقت اجتهد أن لا تخسر أحدًا فالدبلوماسية مطلوبة أكثر في البيئة الاجتماعية ..

إسراء خضر لافي

03/جمادى أولى/1435هـ

04/آذار/2014م

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *