عام

إيمانٌ وحرية

Views: 3205

لن أنسَ لحظة دخول أبي البيت بعد خروجه من زنازين الوقائي؛ شكله وصوته وعينيه الدامعتيْن، وكأنه مولود من جديد، حتى غصصنا بدموعنا وصدمتنا! ولأني لا أنسى هذه اللحظات وغيرها مما تجرعه شعبي فإني لن أغفر للمجرمين ذلك ..
الخروج من سجون الاحتلال لم يرافقه هذا الأذى النفسي.

أسأل نفسي كثيرًا أي نفوس تلك التي تتحمل استقبال أهلها في كفن أو بإصابة أو بضياع مستقبل وأيام من عمرها..
أي نفوس تلك التي تقبل الذهاب لاستدعاء مُذل ينتهي باحتجاز! هل يجب أن نوفر عليهم المواصلات والبهدلة؟ لمَ لا تتركوهم يأتونكم بأرجلهم ويكشفوا عمالتهم للمحتل في محيطكم؟!
أي نفوس تلك التي تعرف معنى الاستبداد والقمع ثم تعطيه مسوغات ليستمر؟!
الخروج للشارع ثمنه أقل من بقائنا راضين بما نحن عليه.
هناك أهالي لا تسأل عن أولادها ولا تهتم وهذا يفيد الأجهزة المستبدة ولا يجني السلامة للعائلات!

نحن حين نسعى للتحرر من دائرة ذنوبنا ومعاصينا فهذا جمال العبودية لله عز وجل، ويقويه التحرر من العبودية للبشر، ولا يستقيم إيماننا وتصلح أعمالنا ونحن لم نعمل للتحرر من الاستعباد والاستبداد معًا.

إيماننا الذي صاغ لنا ألحان الحرية في وجودنا على هذه الأرض يلزمه القيام بعتاده، يلزمه أن نحرر أفكارنا وجوارحنا من قيود التفكير والعجز والخوف.
نحن نصنع الحياة، ونصيغ ألحان الإيمان والحرية، والمرشحون لذلك عزائمهم لا يفلها الحديد وإن قل عددهم ..

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *