“وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر”
نظرتُ لمن هم أصغر مني وجدتهم إلى الشهادة قد سبقوا، فنظرتُ لمن هم أكبر فرأيتهم صهوة الريادة امتشقوا ..
ومررت بقوله تعالى: “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا” ..
فإذا كان النحب هو النذر وما يلتزمه الإنسان من عهد؛ فإن القيام بالواجب عهد، ومن يصدق فيه يوفيه قبل أن يوافيه الأجل إذا صدق؛ فإذا قضى؛ مات على الصدق والوفاء ..
أما المنتظرون فهم ليسوا أي منتظرين؛ بل هم الذين لا يستبدلون الوفاء بالغدر، ولا يغيرون عهدهم مع الله، ولا يشكون في دينهم أو يستبدلونه ..
ثابتون إذا مادت الدنيا، واثقون إذا ادلهمت الخطوب، وبين فرسان الشهادة ورواد القمم الأصفياء الذين يخلصهم الله لدعوته؛ قوافل ممن قضت نحبها وأخرى تنتظر ..
ونبقى مع من ينتظر من نفسه الصدق والوفاء ..