“وما النصرُ إلا مِنْ عِندِ الله”
مع قوافل الشهداء المشرعة رسائل تترى تُعرض على قلوبنا؛ ونحن أمامها بين منتفع ومضطرب، فكيف نقرأ شهادة القادة؟
لعلنا لا نعلم غيرة الله علينا حين يريد أن يستخلصنا ويخلصنا من علائق الدنيا، فيجردنا من التعلق بالأسباب؛ فما كان النصر لأمة لأن قائدها فلان، ولا لأن رافع لوائها هُمام، ولا لأنهم أسطورة جاد بهم الزمان، لكنها سُنة ربانية؛ اعملوا وخذوا بالأسباب، وتذكروا: “وما النصر إلا من عند الله”..
فمن رأى الطريق في القادة الذين ردهم الله إليه؛ فليراجع نفسه، لن نحسن البذل، ولن نحسن الإقدام إن تعلقنا بالأسباب وتركنا ربنا ورب الأسباب! ..
ولنتذكر رسولنا الحبيب اختاره مولاه لجواره وأنزل جل في علاه: “وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزي الله الشاكرين”..
من ينقلب، من يرتكس، من يضعف، من يخاف، من ينهار؛ لن يضر الله شيئًا، ولكن الجزاء لمن شكر؛ من أطاع مولاه، وقاتل عن دينه، واتبع نبيه حيًا وميتًا..
موكولون لأنفسنا فلنرَ ما يُسكب فيها وما تتشربه في عواصف المحن وشدة الابتلاءات ..
إسراء خضر لافي
26/شوال/1435هـ
21/آب/2014م