عام

امتنان 3 – حالها مع الله؛ أحياني

Views: 975

ثمانية أعوام مرت على لقائنا الأول، كانت دومًا تعلو وجهها مسحة حزن خففت من درجة الجدية التي تبدو عليها، لم يكن التواصل أكثر من السلام، ولكن أثرًا ما أودعه الله في قلبي، جعلني دائمًا أذكرها، حتى قدر لنا التواصل قبل 6 شهور، دون أن أدرك الرسالة القدرية وراء الإياب.

تحادثنا، وتشاركنا، حتى التقينا، هي .. هي، لم تغيرها السنون، وإن نحتت في قلبها ومنه كثيرًا، كما أكلت منها صروف الحياة، فأكسبتها حكمة وزهدًا، هذا اللقاء نقش على فؤادي ذكرى طيبة لها، وأوقد تحت همتي نارًا وأنا التي تغار من أن تُسبَق إلى مولاها، فمنذ زمن بعيد لم ألتقِ فتاة لا زالت على عهودها الأولى مع الله، لا تهجر وِرد القرآن اليومي، ولا تقصر في صلاة الفجر، ولا تتكاسل عن صيام الإثنين والخميس.

صديقتي .. لم تستعرض هذا البهاء هكذا على عجالة، ولكنه تقاطر في ثنايا الحديث على قلبي قطرة تلو القطرة فأحياه، استمعت إليها بكل ذرة في كياني، كنت أرتوي وتغور فيّ أفكارها، وبعضًا من روحها، من حالها مع الله، كانت تقاطعنا آلامها وضعفها، ولكنها ما كانت تأكل من صفاء روحها المنسكبة على روحي، تلهب حماستي بالثبات أكثر، وتزين في عيوني ثمن المواقف النبيلة.

بعض الطيبات تعاكسهن رياح الحياة وتنقلهن بعيدًا عن محيط ضيق عليهن ولاحقهن في الرزق خوفًا من إيمانهن إلى حيث أمثالي الذين يلوون على وجوههم تائهين فيبدؤون حياة جديدة، حياة من طراز خاص.

ولعل حاجتنا لبعضنا كانت متبادلة فأقدار الله فيها من النفع المتعدد الذي لا نحيط به، ولكني أكاد أجزم أنها لم تكن تدرك حاجتي تلك، بعيدًا عن تفاصيل الحياة، ولهو الناس، وصراعاتهم، وبعيدًا عما يشغل بالهم، فكم من حياة جميلة تلك التي لا زحام فيها وعليها.

أحبكِ في الله، وأسأله كل الخير لكِ، حيثما حللتِ ورحلتِ.

1 شعبان 1438هـ

28 نيسان 2017مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *