عام

اعتذار

Views: 706

لطالما اشتكت صديقاتي من عدم الارتياح في تواصلهن معي عبر الرسائل الخاصة، ومنهن مَن استاءت أو تألمت أو تفاجأت، ومنهن مَن عذرتني، وهذه غالبًا تعرفني على أرض الواقع وتعرف الفرق والسبب، ومنهن مَن اشتكتني إلى أخرى، ومنهن من لم تعُد.
أعترف أنني فعلًا لا أُحسن التواصل الإلكتروني في شقه الاجتماعي، وأعتبر الرسائل الخاصة كالاتصال الهاتفي؛ وسيلة لهدف ومرتبطة بزمن، فأعتمد معها المباشَرة دون مقدمات، والإيجاز دون إطالة لأن المقام لا يحتمل، ولأني لا أثق بوسائل الاتصال الإلكترونية ولا تُشعرني بالراحة، ولأن أشغال كل منا أكثر من الأوقات، ولأن الوقت غالٍ واستثماره يفرض علينا أن نقلل من القيمة المفقودة من خلال إطالة ليست ضمن سياق الحديث.
لعل من أكثر أضرار هذه البيئة الإلكترونية؛ أنها مهما قربتنا من حقائقنا في واقع الحياة؛ إلا أنها تسلب منا أحيانًا ما نحن في أمس الحاجة إليه؛ وهو السكينة وراحة البال، وتُدخلنا في دائرة التوتر، والعجلة، و(هات من الآخر) .
لست في حالة استسلام لهذه الحالة، بل أبذل جهدًا لمحاولة التغيير والتجويد، ولا أطالب بإحسان الظن ولكن هذا كرم وتفضل أطمع به.
أعتذر حقًا ممن تضايقت لأي سبب، وآمل تفهمي، وإعانتي، وأعوضكنّ على أرض الواقع إن شاء الله .
وكما يقول الشاعر:

(تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. لعل له عذرًا وأنت تلوم)


إسراء لافي
15 ذو القعدة 1438هـ
07 آب 2017مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *