“إنما اتخذتم من دون الله أوثانًا مودةَ بينكم”
لا تجامل على حساب الله عز وجل
يقول تعالى: (وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانًا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضًا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) [سورة العنكبوت: 25].
اتخذوا من دون الله أصنامًا يجاملون بعضهم بعضًا إشراكًا بالله، حبًا ومودة تنتهي في الآخرة، وكم منا يفعل هذا في الحياة؟ يجامل في معصية الله، يفعل ما يخالف معتقده مجاملة، عادة، وفي ظنه أن يكسب وُدُهم، حتى لا يقولوا معقد، حتى يظهر “عصريًا”، “cool“!
حتى علاقة الصداقة والزمالة في دراسة أو عمل أو حياة فقدت الجوهر، تحت عبارات: “تقبل الآخر كما هو”، “هو حر في نفسه”، حتى لو كان يسب الذات الإلهية أو يسخر من شيء في الدين أو يترك الصلاة أو يدخن وبدلًا من إنكار المنكر، إما يصمت أو يشاركهم اللحظات!
والفتاة ليست بأفضل حالًا فهي ترى بأم عينيها انتهاك محارم الله وتصمت لأنها صديقتها، تختلي صديقتها بشاب، وتصمت كي لا تخسرها، تدخن، تصمت كي لا تخسرها، لا تصلي، تصمت كي لا تخسرها، تقصر في لباسها، تصمت كي لا تخسرها! ثم تقول شو دخلني، هي حرة!!
وربك؟ دينك؟ ألا يعتبر هذا مجاملة على حساب الله؟ كسبًا للحظة عابرة في دنيا؟ حسنًا .. ويوم القيامة؟
يقول تعالى: (الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [الزخرف: 67]، كل المجاملات تنتهي، كل علاقات الدنيا تنتهي، كل الموازنات الخاسرة تنتهي، كل من اجتمعوا على معصية الله يتعادون، إلا المتقين الذين جمعتهم التقوى، الذين رغم إخائهم لم يمنعهم الحب الصادق في الله من التناصح، وتقبل التصحيح وتوضيح الحكم الشرعي، هؤلاء الذين يمتلكون قلبًا صافيًا، الحب يعجنهم، وحرصهم على رضى الله عز وجل يدفعهم لأن يكونوا أفضل في ميزان الله لا ميزان البشر في دار الفناء.
فانظر من صديقك، وانظري مَن صديقتك، فإن عجزت أن تنصح لوجه الله خوفًا من نظرته إليك، خوفًا من خسارته؛ فتفقدِ الله في قلبك، وابحث عن صديق تعش معه نعمة الإخاء في الله.
إسراء لافي
29 محرم 1439هـ
19 تشرين أول 2017مـ