عام

الفجر أصل الحكاية

Views: 611

  • ما أكبر همومك؟
  • يثقل نومي فتضيع صلاة الفجر.

هذه الروح التي كانت ترافقنا شبابًا يافعين، صغارًا، متحمسين، نقصد الكمال الذي يُدعى بعدم وجوده، ولكنه في عالم الذين تحلق أرواحهم فوق هذه الدنيا ممكن الوصول، حتى إذا اشتدت أواصر الأخوّة، وحقَ التواصي بالحق والصبر، كانت أولى روابطه همة القيام والفجر، هاتف ورنة وتوزيع أدوار، في كل يوم تتولى أخت مهمة الاتصال فجرًا، رنة واحدة، كي لا تفوت الصلاة، وفي كل أسبوع تتولى أخت هاتف قيام الليل، وبعد حين يصبح الحديث عن لذة اللحظات عادة، فإذا ما غاب هذا السلوك، افتُقد نوع الحديث، كما تُفتقد تلك الروح الشعورية، الحرص النابع عن الحب، وإرادة الحصول على رضى الرحمن، والفوز بالمعية، والبحث عن إجابة الدعاء وتفريج الهم، وتحقيق القربى، ونيل أسرار يعرفها العارفون، لتدخل في جملة الحديث القدسي: (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به،…).

حملة رواد الفجر المنبعث سناها من غزة، ربما عاش بعضنا شيئًا منها تحت أسماء متعددة كرجال الفجر، وفرسان الفجر، وغير ذلك مما تألفه مجموعات الأصدقاء الصغيرة، أن تجمع العبادة الناس شيء جميل، ويبعث على الأمل، وأهمية العمل ليست بالعدد بل بالروح التي تتجدد، ومن يحافظ على الفجر يدرك جمالها كصلاة.

يُسعدنا رمضان بكل تفاصيله وحضور الروح الجماعية فيه، فلمَ لا تُسعدنا صلاة الفجر أيضًا؟ وهي فرض على كل مسلم ومسلمة، صلاة الفجر لأجلها كشعيرة وليس لأنها مرتبطة بفكرة عددنا في المساجد، فما نفع العدد إن لم تكن الصلاة “تنهى عن الفحشاء والمنكر”؟ لكنها فرصة ليجتهد الأب والأم في تنشئة أبنائهم على الحفاظ عليها ضمن جو مهيأ لجعلها ركيزة تؤسس لشعور بنجاح الحياة حين تكتمل أركان الدين في نفس المسلم، فلا يشعر بالتناقض في ذاته.

فكيف يصدق منك الحب لمولاك وأنت تضيع مواعيد اللقاء؟ بالفجر أنت أقوى وأصدق.

إسراء لافي

13 ربيع ثاني 1439هـ

31 كانون أول 2017مـ

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *