عام

آذار هكذا كان 03/2013م

Views: 560

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 تحية عبقة بنسمات آذار بأريج زهره وجمال ثوبه في ثورة الطبيعة الخلابة المتجددة ما أشرقت عليها شمس.

أما بعد

 أوجز وقفتي هذا الشهر ففيه ما لا تستوعبه الحروف ولا تكفيه الصورة:

 مع الحمام: أقامت على نافذتي حمامة صارت كجارتي أتفقدها يوميًا رحلت بعد موت أحد فراخها، هذه الحمائم لم تهدم أعشاشها بل أبقتها كما هي فحل فيها غيرها لتستمر الحياة.

وأذكر أن أمي في صغرنا علمتنا أن الحمائم تقول: “اذكروا ربكم” حتى بات هديلها لغة هكذا نفهمها؛ فنستصغر أنفسنا ونحب أن نذكر الله أفضل منها.

 

التحدي: كثير من كلامنا ورسائلنا التي نتشاركها ومديح بعض الكرام وتشجيعهم تكون بعد فترة من الزمن تحديًا لنا لنستمر على ما قلناه أو ما أعلناه إن كان شعارًا أو قيمة أو هدفًا طموحًا؛ فالنفس شديدة التقلب، وظروف الحياة والبيئة المحيطة تلعب دورًا في مسيرتنا فنكون أمامها بين: “أن ننكمش أو ننتعش”؛ أي بين: أن نجلد ذاتنا ونولي ظهورنا منسحبين، أو بعض العتب والمرونة في الاستمرار واعتبار الفتور مرحلة تنقضي وكل خيل تتعب قليلًا ثم تستأنف، أو سير مستمر وكأن شيئًا لم يكن لأن التركيز على الهدف ملك كل الأركان.

 

أنا/أنت والمشروع: حتى نسترد أرضنا وحقوقنا ونقيم دولة فإننا بحاجة لأفراد أقوياء بإيمانهم وأخلاقهم وثقافتهم وعلمهم وعملهم، ومبادرتهم ومثابرتهم، وحرصهم، وإيمانهم بقدراتهم، وقدرتهم على التجدد والتجديد، رافضين الاستسلام للفشل أو الظروف، غير ملتفتين لمئات المناوشات الجانبية، مؤمنين بأن كل عمل هادف صغير أو كبير يخدم المشروع الذي يجمعنا.

ويصعب القول بصناعة بيئة المشروع ثم إعداد الفرد لأن الفرد يسبق المشروع وهو محوره الأهم؛ فلنكن مشروع أمة ونصنع أمة.

 

عين جالوت: ذهبت شقيقتي في رحلة لبيسان وطبريا وعادت بصور جميلة أبرزها كانت لعين جالوت، وسأترك الصورة تتكلم؛ فإن جمالها كأرض مع تذكر المعركة يرسم صورة تجبرك على التفاؤل.

 

آذار: موسم الرحيل،انقضاء الآجال وقافلة من الشهداء، وألوف المودعين، فجمع بين ثورة الأرض وثورة الحرية التي بُذلت وتُبذل فيها النفوس، هكذا كان.

وإلى لقاء قريب بإذن الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسراء

31/آذار/2013م

19/جمادى أولى/1434هـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *