فنانة تشكيلية مقدسية: روحٌ مبتكرة وكيانٌ متفانٍ
فنانة تشكيلية مقدسية: روحٌ مبتكرة وكيانٌ متفانٍ
“إيمان محمد خشان“
إعداد: إسراء خضر لافي
ليست المرة الأولى التي يلد المخيم فيها موهبة فذة، وإحساسًا صادقًا، وعقلية متفتحة، وهمة عالية، تحلق حرة بلا قيد، تعلو على جدار الفصل العنصري، وتعبر الحاجز، وتتجاوز المستعمرات المحيطة، وتُبحر في ظروف المعيشة الخاصة دون أن توقفها قلة الإمكانات، تشق طريقها بعزم، وترسم لنفسها خطًا فريدًا بين بنات جنسها؛ بالتزامها وعملها الدؤوب وتفانيها وطموحها وحُسن معشرها.
“إيمان محمد خشان” مواليد مخيم شعفاط شمال شرق القدس، تحلّت بالإصرار الذي مكنها من دراسة تخصص لم يكن المجتمع يقبله بسهولة، فتخرجت من قسم الفنون التشكيلية (التصوير-رسم زيتي) من جامعة النجاح الوطنية عام 2000م، وبدأت مسيرتها الفنية بالمشاركة بمعارض فنية لأهداف مختلفة فكانت أولى معارضها* السبعة في إيطاليا في الفترة 2001-2004، وفي هذه الفترة أراد الله عز وجل أن يجعل لإيمان من اسمها نصيبًا فأينعت البذرة التي في قلبها والتي كانت تكشفها رسومها وخطوطها التزامًا شرعيًا بدأته في 2002م وهي محطة تفتخر بها إيمان، مما جعلها من قلة جمعوا بين الالتزام والفن والتعامل مع مختلف البيئات وأصناف البشر دون حواجز نفسية مصطنعة، وقد أكرمها الله تعالى بدعم إخوتها وزوج شقيقتها لتتميز وتستمر.
وعن أساسيات مشروعاتها أشارت إيمان إلى أنها:
– الحفاظ على التراث.
– الدمج بين التراث والعصرية كي لا يضيع التراث مع الحرص على إخراجه في أجمل صورة.
– التجديد من خلال متابعة الإنترنت والتلفاز والسوق وأعمال الناس.
– البحث المستمر للتعرف على مواد جديدة، ومعرفة كل مادة كيف تستخدم ومع ماذا، كمواد البناء.
للزائر لبيتها والمتابِع لأعمالها والمستفيد من المواد التي يطلب منها تشكيلها أن يرى تنوع مجالات أعمالها بين الرسم بالزيت، والرسم المجرد بالأبيض والأسود، والوسائل التعليمية، والتراث، كما يلاحظ تكرر عناصر معينة في تركيز قوي على هويتها الفلسطينية، كما يمكن الإحساس بألوانها المنسجمة الدافئة.
– الطبيعة كمصدر إلهام، في غزارة مادتها، وتنوعها، وتناسق ألوانها.
– عشق القديم من تراث، والحرص على رموز للبلدة القديمة والأقصى والقدس.
– الاستفادة من كل المساحات المتوفرة.
– للفتاة المسلمة: الفن لا يتعارض مع الدين بل يخدم الدين ويدعمه، وهو دعوة، وأقل شكر لله عز وجل أن لا أعصيه بالفن.
– للمؤسسات: لم تعطِنا حقنا والعروض يلفها الظلم والاستغلال، بترويج العمل باسم المؤسسة وإخفاء صاحبها مقابل أجر زهيد!
– لزملاء الفن: اتق الله في موهبتك وفنك، واحرص أن لا يكون سلاحًا ضدك يوم القيامة، ويجب أن لا توقفنا مشاكل الحياة، ولا أن تقيدنا الهموم عن العطاء، وأن نستغل موهبتنا أو قدرتنا لإسعاد الناس ورسم البسمة على وجوههم، وأن ننطلق للأمام، ويكون لدينا هدفًا مستقبليًا مهما بلغت صوبته، وأن يكون يقيننا بالله عاليًا جدًا وبإذن الله سنصل.
هل تجد إيمان مَن يُقدِّر عملها ويدعمها؟!