إذ أوى إلى الكهف: محمد عاصي
حين ضنَّ الناس بحمايتهم جادت عليهم كهوف البلادِ وآبارُها؛ فكانت لهم حِرزًا تُشعلُ النار تحت أقدامهِم فيثورون ثم في وطأة التنقيب عنهم تنادي: “زِمِّي زِمِّي”* فيؤوبون في سلام ..
وما من عجبٍ أن تكون الإغفاءة الأخيرة في أحضان حصونهم ..
من شمال الضفة إلى جنوبها إلى الوسط: عز الدين القسام .. عبد المجيد دودين .. محمد عاصي ..
ومئاتٌ ممن تحصَّنوا في البيوت وأبوْا إلا عزف الرصاص نشيدًا يرافقهم حتى الخلود ..
* “زمّي زمي” أو “زم زم”:
ما قالته السيدة هاجر لما رأت الماء فأخذت تحيطه بيديها وهي تقول (زمى زمى) خوفًا من ضياع الماء في الرمال ..
(وهو حديث كهوف المجاهدين التي تؤويهم كلما اشتدت مطاردتهم)..