عام

واجبات جهاز الإعلام الإسلامي

Views: 778

واجبات جهاز الإعلام الإسلامي

 كتاب الإعلام في القرآن الكريم،د.عبد القادر حاتم.

–          مقدمة .

–          الإعلام في القرآن ، أدلة ودلائل.

–          واجبات جهاز الإعلام الإسلامي.

–          مستقبل الإعلام الإسلامي في ضوء الواقع.

–          معالم على الطريق لتحقيق إعلام إسلامي أفضل.

المقدمة :

–          سبق تناول موضوع الإعلام الإسلامي من حيث تحدياته ومفهومه ونظرياته.

–          حتى يستقيم العمل لا بد من معرفة مهامه وواجباته، مع تحديد معالمه بعد نظرة تفحص وتمحيص للواقع.

–          الحديث عن إعلام إسلاميّ مأمول يحقق رسالته ويقوم بمهامه كاملة ويخدم المجتمع ويساهم في تنميته وتطويره والتفاعل معه.

الإعلام في القرآن، أدلة ودلائل:

–          مسؤولية الإعلام في القرآن الكريم أتت مباشرة بتوجيه من الله عزوجل في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين}[المائدة:67]

–          يقول تعالى : {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِين}[يوسف:108]، ولهذه الآية دلائل ثلاثة :

  • دعوة المؤمنين إلى الله تعالى من إتباع النبي صلى الله عليه وسلم ومَن تخاذل عن الدعوة لا يُعَد تابعاً.
  • تكليف النبي صلى الله عليه وسلم تبليغ  رسالة ربه هو تكليفٌ لأمته.
  • أن يكون الداعي له بصر بالأمور، يأتيها من طرقها في رفق ولين في دعوته .

–          مسؤولية جهاز الإعلام الإسلاميّ خطيرة لأنها دعوةٌ مثالية لأمة مثالية.

         يقول تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }[البقرة:143]

         الأمة المثلى = الأمثل = الوسط، أن يكونوا شهداء أي يبينوا للناس الحق والإيمان، وأن الرسول

         صلى الله عليه وسلم شهيد بأن ما يبلغونه هو الحق، ان استقاموا على الطريق.

–          يقول تعالى : {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون، وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم}[آل عمران:105،104]، وفيها أمور ثلاثة :

  • وجوب الدعوة إلى الخير ولا خير أعظم من الدعوة إلى الإسلام.
  • يتبع الدعوة العمل على إيجاد جماعة فاضلة بين المسلمين، ترى المعروف فتؤمن به وتدعو إليه، وترى المنكر فتنهى عنه.
  • السكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي إلى سيادة الشر في الجماعة وتتحكم الأهواء والشهوات فيكون التفرق وتتفرق الأمة.

è    نستخلص أهمية الدعوة والتبليغ والنشر للحق ، وهذا يخدم العمل للإسلام ويوافق الشرع.

è    وأن العمل للإسلام هو تكليف سماويّ ودليل على الإتباع الصحيح للنبي صلى الله عليه وسلم.

è    وأنّ العمل في الإعلام وفقاً للإسلام يحارب التفرق ويشجع الاتحاد.

واجبات جهاز الإعلام الإسلامي :

  1. أن يُدَرَّب الإعلاميُّون على الأسلوب الإعلامي السليم، والمجادلة بالتي هي أحسن، ودون تهجم أو سب؛ مع وجود ذوي ثقافات اختصاصية في الفقه والأحكام وكافة الأمور.

[ الأسلوب الإعلامي فيه : لغة التخاطب، لغة الجسد، لغة العيون، درجة الصوت، اللغة والمصطلح، الأناقة…].

  1. أن ينشر أهداف رسالة الدين الإسلامي ثم يبيِّن كيف وبأي أسلوب ينشرها..

وأهدافه في ثلاث علاقات:

v     إصلاح حال العبد فيما بينه وبين ربه:[العقيدة، القدوة النبوية،العبادات،إصلاح القلب…]

v     إصلاح حال العبد فيما بينه وبين نفسه:[مراقبة العمل الصادر،وتجنب الحرام.]

v     إصلاح حال المجتمع الإسلاميّ:[ مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا]

  1. أن يعمل على وضع أسس إصلاح المجتمع في كل دولة من الدول، ويكون الإصلاح على النحو الآتي :
  • موافقاً لما جاءت به تعاليم الإسلام.
  • إيجاد الحلول الإسلامية للمشاكل الشعبية.
  • ترسيخ العمل على أساس الدين المعاملة ؛ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت، وأتبعِ السيئة الحسنة تمحها، وخالقِ الناس بخلق حسن”.

è    ومن نتائج ذلك : يذهب الخلاف ويُقضى على المنازعات.

  1. أن يهتم بأنّ المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف؛ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف”، أما شروط القوة وعلاقتها بجهاز الإعلام الإسلاميّ فهي :

v     التخصص (الكفاءة العلمية)

v     الأمانة.

v     القدرة على الإبداع والتجديد والتحرر من التبعية والتقليد؛ وهذه صفة تتنافى مع الضعيف لأن الضعيف مجبول على التقليد للقوي وإتباعه.

  1. توضيح موقف الإسلام من الحروب وأخلاق الإسلام فيها، فالحروب أو الجهاد في الإسلام ذات خياراتٍ ثلاثة في مواجهة العدو :

v     أن يُسلم ويبيَّن لهم الإسلام.

v     أن يعقدوا معه العهد ليأمن كل فريق صاحبه.

v     الحرب.

è    يكره المؤمنين القتل وإزهاق الأرواح، وشعارهم (رحمة بالمغلوب لا ويلٌ له)؛ فلا تنتهي الحرب بإثارة الأحقاد.

è    تقوم الحرب على المعاملة الحسنة.

è    تبيين أن الإسلام لا يعرف التعصب؛ فالتعصب ضعف في النفوس ، وقصر نظر في الأمور.

è    فائدة الحرب : تُسهم الحروب بالتبادل الأخلاقي والثقافي والاجتماعي من خلال الاحتكاك.

  1. يعمل على أن يرشد ويصدر النشرات التي يكتبها كبار العلماء، ومسؤولية الإعلام الإسلاميّ مسؤولية كافة المسلمين، لقوله تعالى : “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً”، وقوله : “قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً”، وتسجيل القرآن على أشرطة فيديو وأسطوانات، وترجمة معاني القرآن الكريم لعدة لغات، نشر كتب عن السيرة النبوية والسُّنة لتنال حظها كما نالت تفاسير القرآن الكريم.
  2. أن يرسل الدعاة إلى كل البلاد في العالم، بإرسال البعثات للتعليم أو نشر معلومات معينة، وقد يسد مكان ذلك وجود الفضائيات وانتشار مكاتبها ومراسليها وتوفر شبكة معلوماتية عالمية تربط العالم في ثوانٍ.

è    من هنا تظهر أهمية أن يفهم العامل في جهاز الإعلام الإسلاميّ أنّ واجب الدعوة والإعلام للإسلام أمرٌ للتأكيد فهي مسؤولية شرعية وليست عملاً هامشيّاً بل هي من صميم الدعوة وركيزة دينية أساسية.

  1. أن يبيِّن الحلال والحرام.
  2. يلزم عليه الرد على كل الافتراءات التي يرددها أعداء الإسلام ومنها:

v     فرض الجزية.

v     تعدد الزوجات.

v     حقوق المرأة.

v     الإرث.

v     الحجاب.

  1. تنشيط ومتابعة أعمال جهاز الإعلام الإسلامي، فلن ينتشر الدين دون عمل :

فمن العمل للدين ما يكون جماعياً، ومنه ما يكون أحادياً أو فردياً.

  1. أن يعقد الاجتماعات المستمرة ويقوم بتقييم شامل لكل نشاطاته في أزمنة محددة حتى يعرف السلبيات فيتجنبها والإيجابيات فيستثمرها.
  2. أن يبتعد عن المنازعات الفكرية والسياسية والعقائدية، (العمل على توضيح ما يشكل فيها).
  3. تنظيم الدعوة إلى الإسلام بتنظيم المادة المعروضة، والتنويع في الأسلوب والتجديد فيه، ومراعاة التخصصية في كل فن ولون من المعارف والعلوم.
  4. أن يتبع جهاز الإعلام أساليب جديدة يُراعى فيها:مدة البرامج وموعدها ومقدمها والديكور والفنيات المرافقة، وكذلك في المجلات طبيعة الصور والألوان والمواضيع …إلخ.
  5. أن يهتم بموضوع الثقافة الدينية: وهو أن تُعرَض المواد بصبغة دينية، والفارق بينها وبين القنوات أو الإعلام المتخصص في فن أو علم محدد أن الأخيرة تعطي علماً متخصصاً وليس مجرد ثقافة.

مستقبل الإعلام الإسلامي في ضوء الواقع:

بالنظر إلى واقع الإعلام على مستوى الأمة الإسلامية نجده في كثير من مضامينه وأشكاله قد تنحى عن دوره المنوط به في ضوء القرآن الكريم، ومن مظاهر ذلك:

  • كثير من الدعاة يدخلون على الدين أموراً ليست من الدين في تفسير آيات القرآن(تفسير بالهوى).
  • التركيز على الشكليات والمسميات الفارغة دون امتلاء(عدم مطابقة الحال للكلام).
  • التعصب للمذاهب والفرق الدينية.
  • لغة الخطاب أحياناً قاسية ومكسوة بالوعيد دون موازنة.
  • الحياد عن المُثُل والأخلاق الإسلامية بتجاوز الأعراف والعادات وخرقها تحت مسميات الحداثة والفصل بين الدين والدولة كحياة شاملة.
  • التقليد الأعمى للغرب دون تنقيح واختيار للأفضل وفقاً للشرع الحنيف.

معالم على الطريق لتحقيق إعلام إسلامي أفضل:

  1. إجراء تقييم شامل لكل أوضاع أجهزة الإعلام الإسلامية لمعرفة الإيجابيات وتجنب السلبيات.
  2. العمل على إقامة إعلام إسلامي وفقاً للواجبات التي سبق ذكرها.
  3. إعداد شامل للإعلاميين والدعاة من ناحية التكوين الثقافي والتخصصي.
  4. جعل المسجد منارة إسلامية؛ بإعداد الأئمة إعداداً إعلامياً إسلامياً حتى يجيدوا تشخيص الداء والدواء.
  5. رفع رسالة وفق مفهوم (الدعوة حب) وليس بالتهديد والوعيد.
  6. عدم الإفتاء بدون علم لمراعاة المصداقية العالية والأمانة العلمية.
  7. إتباع الأسلوب الإعلامي المنصوص عليه في القرآن والسُّنة، وتنويع العرض وفق النظرية الإعلامية والتركيز على بث القيم والمبادئ.
  8. ربط الإعلام الإسلامي بالقضايا الجماهيرية الراهنة لضمان حيوية وتفاعل الإعلام (الإعلام الإسلامي التفاعلي): (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..ومحاولة إيجاد حلول لها)
  9. مطالب بشرح العقيدة والأخلاق وأحكام الشرع لجميع الدول بكل اللغات ووفقاً للبيئة والعصر.
  10. الابتعاد عن الجدل العقيم والنقاش غير المفيد.
  11. الإنتاج السينمائي والفيديو الهادف وتوفيره بأسعار مناسبة.
  12. توفير محطات وإذاعات متخصصة خاضعة للرقابة في كل فن ولون.

19/12/2009م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *