شركاء الذنوب
الذين كانوا معنا لحظة سفول النفس وفتور الهمة .. الذين ذكرهم موجع كوخز الإبر، أو كالشوك كلما حاولت النفس التوبة والاتزان جاء خاطر الشركاء ليوقظ ما غفى فيها ..
يجاهد المرء منا نفسه لينسى وليستمر في حياته وليطوي تلك الصفحة ولكن ماذا يفعل مع شركاء الذنوب؟ ..
في النفس صراع؛ هل يعاتبهم؟ هل ينكص رأسه ذليلًا لأن هناك مَن اطلع على ضعفه وغلبة شيطانه؟ هل يتراجع عن التوبة لأن هناك من سيذكره بذنبه ولو بعد حين؟ ماذا يفعل؟ ..
الحل في أن يكون جازمًا أمره في أنه لا عودة للذنب، وأنه قادر على الاعتراف لو ذكره أحد بذنبه، ولن يخشى المواجهة ..
أن يهتم بالله تعالى ورضاه فقط فإن رضي مولاه سهل له كل أمره وستر عليه وقضى عنه ما يؤلمه ويشغل همه، هي الثقة بالله فقط ثم العمل والإرادة القوية ..
ثم ليس له أن يشغل باله بمن شاركه الذنب أو أن يجتهد في إيصال فكرة توبته له .. فقط عليه أن يستمر ويواصل طريقه .. أن يشغل نفسه بنفسه وإصلاحها لأن عمارة الآخرة بحاجة لجهد ..
شركاء الذنوب ابتلاء لصدق الإرادة فإياك أن تتراجع مهما كان الأمر ثقيلًا ..