عام

الجامعات والشارع

Views: 895

الجامعات والشارع

أفعل عناصر المجتمع شبابه، وخاصة الفئة الجامعية، والتي تحتضن تنوعًا كبيرًا في الطاقات والإمكانات والتوجهات.
في كل مراحل الصراع على هذه الأرض تحديدًا كان لطلبة الجامعات دور ريادي في توجيه بوصلة الشارع، ودور في التحشيد وتحقيق الزخم لأي قضية تحتل أولوية على سلم أولويات الشباب.

ولذلك كثير من الشهداء والأسرى هم من طلبة الجامعات الذين حركوا الشارع في مرحلة ما، من الذين إن خطبوا ألهبوا الحماس، وإن حلت الصلاة كانوا في صفها الأول، وإن وقعت واقعة كانوا نصل الحراب، وإن استشهد شهيد كانوا الحشود، وإن أضرب الأسرى كانوا في المقدمة والوسط والمؤخرة؛ ينظمون ويهتفون ويحرسون.

أصحاب الهمم العالية وحدهم يتفردون، في كل وقت وفي كل حين، وفي كل ميدان يحضرون، لا يتخلفون، لا يعتذرون، ولا يتبرمون.

الأجيال تُصنع في كل لحظة وأنت تغذي عقلها الباطن بالنماذج وخاصة تلك التي يرونها، يرون عطاءها وحضورها ونشاطها، إنها أعمق تأثير من المسموعة.

إذا أردنا أن نجدد دماء الشارع؛ فلنقدم أفضل ما لدينا ولا نتردد؛ فإن الحياة واحدة والموت واحد، فلا إقدام يعجل به ولا تأخر يؤجله.

الذين تجمعهم فكرة ودماء دعوة لا يتوقفون ليتساءلوا هل هذا مرتبط بهم أم لا، بل يبادرون لتكون لهم بصمة، يبادرون ليتمموا البناء.

الذين تجمعهم فكرة يشبهون الأسطوانة بارتفاع يجمع كل الأجيال؛ من الجيل الأول إلى الأخير، ممن سبق أو التحق، صغير أو كبير، متى جمعتهم الفكرة لا يفرق بينهم شيء، فلو قطعت هذه الأسطوانة أفقيًا فإن كل دائرة ناتجة تشبه البقية، وإن قطعتها عموديًا فاليمين يماثل اليسار، وتخيلوا .

 

إسراء خضر لافي

13/رجب/1435هـ
12/أيار/2014م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *