عام

الاعتصامات المفتوحة للكتلة الإسلامية – الضفة الغربية 2012-2015

Views: 1973

الاعتصامات المفتوحة للكتلة الإسلامية – الضفة الغربية
2012 – 2015


الكتلة الإسلامية أحد أبرز الأطر الطلابية في المجتمع الفلسطيني، والتي لم تستطع معاول الإقصاء والحظر واستمرار الاستنزاف بالملاحقة بالاعتقال والحرمان من الحياة الجامعية الآمنة؛ أن تهزم ثباتهم وإصرارهم على انتزاع حقوقهم وإثبات مظلوميتهم والاستمرار في العمل الطلابي تحت كل الظروف.

بعد غياب قصريّ لسنوات تراوحت بين الثلاثة والستة؛ عاد أبناؤها ينفضون غبار المرحلة، يصلون الماضي بالحاضر وإن اختلفت المقوِّمات، يسعون لخدمة الطلبة وإن ادلهمت الخطوب، يواجهون سياسة الباب الدوار بالاعتقال لدى الاحتلال تارة ولدى أجهزة “سلطة أوسلو” تارة أخرى؛ ليكون أبناء الكتلة الإسلامية عنوان كل مرحلة، ويصيغون لكل مرحلة أيضًا عنوانًا.

لم تكن الكتلة الإسلامية يومًا غير محظورة فهي حُظرت ابتداءً من الاحتلال منذ 1993 ثم من السلطة الفلسطينية منذ عام 2007 (رسميًا، وقبل ذلك كانت تعاملها كمحظورة أيضًا)، ورغم ذلك واصل فرسانها العمل، ليكون لكل مرحلة نكهة تميزها، وحين اختارت الكتلة الإسلامية طي سنوات الإقصاء تحت وقع التعذيب، وعادت أواخر 2011 اختارت أن تطالب بحقوقها بصوتٍ عالٍ؛ بالاعتصام والوِقفات الاحتجاجية ومخاطبة الطلبة والمجتمع والجهات الحقوقية المختلفة لتوصل مظلوميتها وما تتعرض له؛ لتضع حدًا لاستدعاءات واعتقالات الأجهزة الأمنية “الفلسطينية”.

فإلى جانب عشرات الاعتصامات والوِقفات اليومية؛ فقد أقدم أبناء الكتلة الإسلامية على الاعتصام المفتوح والذي يشمل النوم داخل أسوار الجامعة، وفي كثير من هذه الاعتصامات أقدموا على الإضراب عن الطعام.

وبالعودة إلى الأعوام منذ 2012 إلى اليوم، نجد أن الكتلة الإسلامية أقدمت على 16 اعتصامًا مفتوحًا، بما يتجاوز الـ200 يوم، وذلك في كل من جامعة بيرزيت والخليل والخضوري وبوليتكنك فلسطين والقدس أبو ديس. (الملخص الإجمالي في الصورة)

كان لكل عام منها ما يميزه سواء في طريقة إنهاء الاعتصام أو ما تعرضوا له خلاله؛ ففي عام 2012 انتهت كل الاعتصامات في كل الجامعات بتعهدات واتفاقات بين إدارات الجامعات والأجهزة الأمنية والجهات الحقوقية والطلبة المعتصمين بعدم ملاحقتهم أو التعرض لهم.

فيما شهدت كل اعتصامات عام 2013 تعرض أبناء الكتلة الإسلامية للاعتداء بالضرب من قبل أبناء الشبيبة، والتهديد بفض الاعتصام بالقوة من قبل الأجهزة الأمنية خاصة تلك التي حدثت بعد فض اعتصام رابعة العدوية في مصر.

وكل الاعتصامات خلال 3 أعوام كانت تنتهي غالبًا بالإفراج عن الطلبة المختطفين لدى الأجهزة الأمنية؛ أي أنها كانت تنتهي بتحقيق الهدف الذي حصلت لأجله، ورغم أن كثير من الشباب يتعرضون للاعتقال من قِبل الاحتلال، وكثيرًا ما نكثت الأجهزة الأمنية عهودها إلا أن القاعدة الثابتة الآن أنْ ما ضاع حق وراءه مطالب.

أما الإضراب عن الطعام خلال الاعتصامات المختلفة فقد تراوحت بين إضراب ليوم واحد إلى 3 أيام وأقصاها 21 يومًا، كانت تنتهي الأزمة والإضراب والاعتصام بالوصول إلى حل.

ولا يفوتني أن أذكركم بأن اعتصام جامعة بوليتكنك فلسطين عام 2013 تخلله عيد الأضحى، وأن اعتصامي القدس وبيرزيت أواخر 2014 كانا خلال العاصفة الثلجية والظروف الجوية الصعبة وإلى لحظة كتابة هذه السطور ينهي اعتصام بيرزيت يومه التاسع والعشرين؛ لتكشف هذه الظروف عن الإرادات الصلبة التي يتحلى بها هؤلاء الشباب، وأن الإرادة تصنع كل شيء.

فإذا كان دور الكتلة الإسلامية في مرحلة ما الانخراط في أحداث الانتفاضة، وفي مرحلة تالية صناعة ظروف المواجهة، ثم العودة للمشاركة في الانتفاضة؛ فإن دورها اليوم أن ترسي قواعد العمل وتحطم كل الذرائع وتقيم الحجة على جيل لاحق؛ فمن أراد العمل يبتغي به وجه الله سيعمل تحت سيف الجلاد، وفوق الجبال مطاردًا، وعلى سرير المرض.

لعل تبعات وآلام الطريق كثيرة ولكن من أنار الله بصيرته؛ ينفذ إلى ما وراء اللحظة الراهنة ويشهد بقلبه الخير اللاحق، والأجر المكتوب، والانتصار المعمول له.

إسراء خضر لافي
25/ربيع أول/1436هـ
15/كانون ثاني/2015

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *