عام

لأول مرة في تاريخ الكتلة الإسلامية في جامعة بوليتكنك فلسطين – الخليل

Views: 2087

لأول مرة في تاريخ الكتلة الإسلامية في جامعة بوليتكنك فلسطين – الخليل
طالبتان في مجلس اتحاد الطلبة

تاريخ لا زال يُسطر؛ وتُفتتح فيه صفحات جديدة، تعود فيه المرأة العنوان الأبرز، وهي التي أسقطت عن كاهليها الخوف والتردد وحملت راية التغيير على عاتقها؛ ترفع بهمتها معنويات ظهيرها الغائب، وبالساعد الآخر تشق الطريق لعبور آمن ينهي سنوات ظلامية بكل مآسيها وآلامها وأثقالها، وبكل ما فيها من تبعات ومواجهة ثقافية لازمة لتثبيت مرحلة جديدة.

مرحلة تقرأ فيها إقدامًا يحتاج تثبيتًا وتشجيعًا وإسنادًا، كما يحتاج ممن أُسندت عليهم أعباء العمل شراكة طلابية أوسع، وانفتاحًا على شرائح أكبر، وخروجًا من إطار الفكرة إلى سعة تزاوج فيها بين سلوك يضفي عليه جمال الفكرة قدرة على الانطلاق والتجديد، إلى جانب إزالة غشاوة الرهبة من المجهول بالمعرفة والبحث والتعلم، وإنما العلم بالتعلم والحِلم بالتحلم، والمرء لا يود عالمًا.

مرحلة يتجدد فيها الصراع مع ثقافة المجتمع وتقاليده، تلك التي جزء منها تصنعه ثقافة المرأة نفسها، فالخوف والتردد وإن كان مقبولًا في جزء منه فإنه موروث ثقافي ينظر للمرأة على أنها ضعيفة، ويعيد استحضار فشل أو كلام منقول غير موثق ولا مثبت يُؤخذ كدلالة ليُثني الجيل الجديد عن التقدم أو يزيد حجم مخاوفه فيُحجم وتنتهي الحكاية!

وفي المجتمع الأصعب؛ في الخليل تحديدًا، وفي سابقة  تاريخية على مستوى تاريخ مجالس جامعة بوليتكنك فلسطين؛ تحصل طالبات الكتلة الإسلامية على مقعدين من أحد عشر مقعدًا، في سابقة تاريخية أخرى في ذات الجامعة والتي يتشكل فيها وللمرة الأولى مجلسًا وحدويًا من الكتلة الإسلامية والقطب الديمقراطي والشبيبة الطلابية.

تعود بي الذاكرة إلى دورة مجلس الطلبة 2005-2006 أي بعد انتفاضة الأقصى وعودة الحياة الطلابية؛ وقد فازت الكتلة الإسلامية في الجامعة ب16 مقعدًا، وقد عرض طلاب الكتلة الإسلامية على الطالبات المشاركة في المجلس من خلال تشكيل لجنة طالبات المجلس (أي لجنة خارج لجان المجلس الـ11) وأعضاؤها من مرشحات المؤتمر الطلابي العام، وقد رُفضت الفكرة بعد دراسة مطولة؛ فلم يكن العرض تمثيلًا داخل المجلس لأسباب تتعلق بالاجتماعات وخلافه، وكانت المرشحات في حينه لهن دورهن الهام في قطاع الطالبات ويمكنهن القيام بالمطلوب منهن في المؤتمر أو المجلس من خلال لجنة الطالبات العامة دون الحاجة لتخصيص لجنة ليست لها ذات صلاحيات اللجان الرسمية.

هذا العرض لم يتكرر بهذه الصيغة، كما لم يُطرح بصيغ أخرى في السنوات التالية، حتى جاء اليوم الذي نحتفي به بهذه الإشراقة التي تنصف الطالبات من حيث: التمثيل الجامعي، والثقة التي تستحق، والفرصة المتاحة للتدرب على الخدمة الطلابية المباشرة، وفي وجهها الآخر؛ تزيل أوهام المخاوف لدى الفتيات والمجتمع الذي سيعتاد بعد إفاقته على حضورهن ويستنكر غيابهن، كما تقدم نماذج حقيقية تُرى لأول مرة ولا يُسمع عن وجودها فقط؛ إنها آفاق واسعة للتأمل تتسع بقدر الأمل والطموح الذي يستبد بنا، إنها الطريق التي سار عليها نشأت الشهيد؛ فأبدع وأحسن حتى سبقته أخباره، وسمعنا عن عمل المجلس فترته قبل أن نلقاه.

مسيرة لا زالت تبهجنا في كل عام بتحسنها وبجديدها غير المسبوق، وتبقى تحمل في جعبتها المزيد ما دام الله الغاية، والفكر يقظ والجوارح حاضرة عاملة.
مرحلة يُتعِب فيها الفرسان مَن سيأتي بعدهم، ليس لعلو السقف الذي بلغوه؛ بل لكثرة الحسابات التي ستؤخذ في الحسبان مع كل إنجاز وفي كل عام، وحتى على ضفاف هذا اليوم.

فألف مبارك لأول اسمين في تاريخ البوليتكنك: سخاء قفيشة وسلسبيل شلالدة، وألف مبارك لطالبات المؤتمر الطلابي الستة، وألف تحية لطالبات الكتلة الإسلامية، امتداد النور، ومداد الروح، وسطور التاريخ المرصعة.
وألف تحية للشباب الذين فقهوا كيف تأخذ الفتاة دورها فدفعوا بهن للريادة، دام هذا العطاء، ودام هذا البهاء.
والحمد لله رب العالمين.

إسراء خضر لافي
06/شعبان/1436هـ
24/أيار/2015م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *