عام

وقفة مع سؤال

Views: 1717

وقفة مع سؤال

يتكرر سؤال: لماذا تنجز فلانة وتتأخر أخرى؟ ألفرق في الهمة أم ماذا؟ وأين الخلل؟ ..

لا بد أن ندرك قبل كل شيء أن العزباء مهما تعددت مسؤولياتها تختلف عن المتزوجة، وحال العزباوات المختلف فيما بينهن وكذلك حال المتزوجات المختلف لا يجعل المقارنات منصفة ..

فمن استشهد زوجها تختلف عمن زوجها في الأسر، وهن يختلفن عمن تحيا في جو طبيعي كل أركانه متوفرة؛ بيت وزوج وأبناء، وهنا الموظفة تختلف عن ربة البيت، وربة البيت ذات النشاط التطوعي أو الاجتماعي تختلف عن تلك التي ليس لديها إلا التبعل لزوجها وتلبية طلبات أبنائها والقيام بالواجب بين عائلتي زوجها وأهلها ..

من الظلم أن نقارن المتزوجة الأمُ بعزباء ثم نقول أن هناك تفاوت في الهمم لأن التفاوت قائم في طبيعة حياة كل منهما ..

وجهاد الأولى أن تربي أبناءها ولا تحرمهم اهتمامها، بينما الثانية أن تقضي على وقت الفراغ وتدير حياتها وأن تنجز قدر استطاعتها في توازن بين ما هو لها وما هو لعائلتها ولجُل اهتماماتها ..

وإذا أردنا أن نقارن فلننظر للأحوال؛ فنقارن عزباء بعزباء في حال عدم توظف كل منهما .. ونقارن متزوجة بمتزوجة مع تشابه الأحوال كأن تكونا موظفتين أو ربتي منزل .. ونقارن زوجة أسير بأخرى إن كان لهما ولد .. ولا يستقيم أن نقارن زوجة أسير لا يوجد لديها أبناء بأخرى لديها أبناء .. أو زوجة أسير عاملة بغير عاملة .. ونقارن زوجة في بيت كل أركانه قائمة بأخرى تشابهها؛ موظفة بموظفة، ناشطة بناشطة، …إلخ ..

إن فعلنا ذلك نريح أنفسنا من تلك المسافات والفجوات الكبيرة بين حالتين نقارن بينهما مع اختلاف أحوالهما ..

ونريح أنفسنا من ألم كبير نشعر به ونحن نحاول بلوغ السماء بألم المقارنة غير العادلة ..

نرتاح كثيرًا حين نقارن أنفسنا بمن يوازينا .. ونتمكن حينها من إدراك الخلل إن وجد .. وأين يتوجب علينا أن نبذل جهدًا أكبر ..

أما من صاحبة الإنجاز الحقيقي في الأصناف أعلاه؛ فإجابة كل منا ستختلف وفقًا لرؤيتها وتجربتها، ومن تتمكن من فهم ظروفها ومعرفة ما تقدر عليه من المتاح لها وما تطمح إليه وتحدد كل ذلك بدقة وتقبل بخطوات قصيرة مستمرة فإنها ستحقق ما تريد ..

وإن أردتُ كامرأة أن أدير حياتي بشكل فعال أكثر فعليّ أن أستفيد من كل الظروف والتجارب ولا بأس في أن أبحث مرة ومرة ومرة عمن تشبهني وأسألها ونتبادل معًا ما يرفعنا بدل الاكتفاء بالنظر وتقليب الأفكار دون نتيجة عملية مُرضية أو محفزة للتقدم والعطاء في ثقة وثبات.

 

إسراء خضر لافي

20/رجب/1435هـ

19/أيار/2014م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *