عام

مع المرأة #2 | الاعتصام والتظاهر ونظرة المرأة للمرأة

Views: 2258

مع المرأة #2

الاعتصام والتظاهر ونظرة المرأة للمرأة

أثناء المشاركة في الاعتصام والتظاهر لقضايا مختلفة لفت انتباهي ملاحظات النساء على النساء والبنات والتي كانت على نوعين؛ ملاحظات قائمة على مسموع ومنقول من مشاركة آخرين –وهذا لا يُبنى عليه-، وملاحظات بعد المشاركة، وكلا النوعين كان يركز على الجانب السلوكي للأفراد، ويبنون عليها موقفًا للتخلي عن المشاركة أو التحفظ عليها، مثل: الصوت المرتفع، اختلاف وتضارب الهاتفين (خاصة في الأعداد الكبيرة)، عدم انتظام السير، رفع لافتات مغايرة لقضايا مجاورة، الأسلوب الفظ من بعض النشيطات أو من أفراد لجنة النظام، الانشغال بالأحاديث الجانبية، الاحتكاك بالرجال، الاستعراض وحب الظهور …إلخ، وكثير منها قائم على الظن والانطباع الشخصي.

وأتساءل:
هل سلوك البشر وتنوعه وعدم سيره على أهوائنا ورغباتنا؛ سبب كافٍ للإحجام؟
وهل حين خرج حسن البنا إلى مختلف الأماكن ليدعو الناس لفكرته افترض أن يكونوا مثله؟
لو افترض ذلك لما كان لزوم لدعوته ولا لحركته ولا لتنقله ولا لحديثه!

كيف يمكن أن تصنع تأثيرًا وتغير سلوك شخص أو طريقة تعاطيه مع أي موقف دون الاحتكاك به، ودون نصحه، ودون أن تقوم بدورك “المعطل” في إصلاح الناس وتوجيههم؟

تنوع الناس واختلف مشاربهم وثقافاتهم وأذواقهم؛ مساحة للتفاعل والتدافع بين الثقافات والتوجهات، ومساحة لممارسة الدعوة الحقيقية، ومساحة أخرى للتعارف “لتعارفوا”.

افتراض أن يكون البشر سواء في عمل كاعتصام وتظاهر يختلف تفاعل كل شخص فيه عن الآخر؛ افتراض خاطئ، لأن خروجك لفكرة لا يعني تحكمك بسلوك الناس، بل يعني أن نبقي للناس مساحة حرية تعبر فيه عن ذاتها، وما نملك النصح فيه نقدمه ولكن لا نشترط تصحيحه لنكمل السير في الطريق، ولو فعل الدعاة ذلك مَن سيصبر على الطريق؟! خاصة وأننا نتكلم عن خروج لهدف واحد ولكن اختلفت البيئات، واختلفت طريقة التعبير، واختلف تقدير الموقف؛ فتباينت ردود الفعل.

هي دعوة للتفاهم، والتآلف، وفهم منشأ السلوك، والتدرب على القيام بالواجب في الحضور والمشاركة إلى جانب محاولة النصح بحب وبلطف، وعدم التخلي عن الواجب (في المشاركة) الذي يكشف لك قصور ممارستك للدعوة (النصح عند رؤية الخطأ).

بهذا تتسع دائرة الدعوة إلى الله، ونجمع بين النية والعمل، والفكرة والحركة بها، ونختبر سعة صدورنا ونشاطنا في ترك أثر على القديم والجديد على حد سواء.

إسراء خضر لافي
05/جمادى الأولى/1436هـ
23/شباط/2015م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *