عام
Views: 1900

الدعوة والسكر

الدعوة أو الفكرة؛ كقطعة سكر إن لامست فيك دفئًا وحرارة؛ ذابت فيك، وألهبت أنفاسك، وشغلت فكرك، وأحيت همتك، وأطلقت مكنون طاقاتك ..
أرأيت قطعة سكر تذوب في ماء بارد؟ وإن حركتها؛ أتراها تذوب؟ كلا؛ لتذوب تحتاج لحرارة، لكهرباء، لقوة تطحنها ..
كيف تسري فكرة في عروقك إن لم تلتحم بدمك؟ إن لم تذب فيه؟ ..
نفترق أمام الأفكار والرسائل بتلك الحرارة التي تذوب معها أو تبقى منفصلة عنها، وكأنهما كيانان لا يعرفان بعضهما؛ تمامًا كمن يجد نفسه في البحر ويظن ما حوله ماء مالحًا وبعد التذوق يجده حلوًا! ..
متى يجني المربي ويلمس أثره؟ حين يذيب ويمزج الروح بالفكرة ..
العصير الحلو المذاق، العطر الفواح الذي يزكم الأنوف شذاه، الوسيلة التي تملأ القلب وتترك أثرًا في كل شخص تلقاه؛ هي ثمرة هذا الذوبان ..
ذوبان الفكرة فيك، الحرارة التي تتولد عنك في برد الحياة؛ يجعل الناس يبحثون عن الدفء؛ الدفء الذي في أكنافك، الحرارة المؤثرة المشاهَدة في قيمك، في سلوكك، في حركاتك، وفي همساتك، في كل شيء حتى في نظراتك ..
فهل ذابت قطعة السكر أم ليس بعد؟ ..

إسراء خضر لافي
26/ربيع ثاني/1436هـ
15/شباط/2016مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *