عام

قيمتك في سلوكك

Views: 1066

 

 


بالأمس كنا نقرأ الكتب في عالم يخفي عنا تفاصيل أصحابها، لا نتواصل معهم ولا نعرفهم، ولا نستكشف الانطباعات حول سلوكهم من خلال تفاعلهم عبر الفيسبوك كمثال.

اليوم نعيش حالة نعاصر فيها المؤلفين، وربما يغربلهم قلبنا في ضوء تعاملهم مع متابعيهم؛ فتارة ننفر وأخرى نقترب.

القيمة سابقًا كانت لفحوى الكتاب وللهالة المصاحبة لمؤلفها، أما اليوم هذه الهالة غير موجودة إن لم يبلغنا عن المؤلف قوته وثباته وصدقه الذي يدعم به حروفه.

نعم، بكل بساطة سقطت الهالات، وتجرأ الكثيرون على الكتابة والمناطحة وكأن سوق الكتاب قد رخُص، وإذا كثرت البضاعة؛ كسدت!

حقيقة نحن في زمن الانكشاف، فخطيب مفوه انحاز لباطل، ومنشد حاد عن التزامه، ومؤلف اعتد بنفسه وتكبر، وقليل ثقافة امتهن القلم!

الحاجة للتدوين والكتابة لا أختلف فيها مع أحد؛ لكن أن تكتب هذرًا، ولا تضيف شيئًا، ولا تسهم في إضاءة طريق، فأنت زائد ومصير ما زدته غبار يعلوه وسنون تطويه، ويحفر عميقًا ما لامس الروح ونحت في الفكر شيئًا.

ليس مهمًا كثرة القراءة ولا كثرة التأليف؛ المهم حقًا هو السلوك، ما يضيفونه وما نضيفه في هذه الحياة عمليًا، وما تنتهي به حياتهم.

وربما لهذا قد نميل للقراءة لمن لم نعاصر حتى وإن كان هذا العصر يتيح لك أن تناقش مؤلف الكتاب، لا أدري هل لأننا نهوى المجهول أم لأننا لا نرغب بأن تنكسر الصور ولا نتفاجأ بمن نظن أن مخملية كتبهم تشبههم، هي المواجهة الصعبة.

شكرًا للفيسبوك، ولهذه التكنولوجيا التي ساهمت أكثر في فهم الآخرين، وسقوط الأقنعة، وإبانة الحقيقة مدعمة بالمواقف؛ مهما كانت هذه المواقف مجردة؛ فالسلوك هنا له جذور في واقع حياة كل منا.

إسراء خضر لافي
23/ربيع أول/ 1436هـ
14/كانون ثاني/2015مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *