عام

نسمات ربيعية

Views: 3034

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد التحية والسلام المعطر ، ارسل لكِ مع نسمات الهواء الأمنيات الطيبات ،فأسعد الله وقتكِ بكل خير

أختي الحبيبة
هذه الرسالة الرابعة لعام 2010 ضمن فكرة البريد الالكتروني التفاعلي ، وهو قائم على التفاعل فيما بيننا ، ورغم اني ارسل البريد لكل أخواتي إلا أنني لا اتلقى ردودا ..وقد تلقيت تفاعلاً من اختيْن احداهما ستبدأ بإذن الله لتشاركني العمل علنا يوما نطور الفكرة اكثر .

لا تظني عزيزتي اني أشكو إليكِ الأمر ولكن أضعكِ في صورة الواقع، واسأل الله القبول وان يغفر لي سالف العمر ما أسرفت فيه وقصرت، قد تقولين ان تابعتِ أنني تأخرت بالرسالة، ولا اخفيك كنتُ أرجو ان ارسلها في ذكرى استشهاد اميري رفعت الجعبة -امير الكتلة الاسلامية- ومن ثم قلت ارسلها في ذكرى استشهاد اميري الثاني ابا الامير -طارق دوفش- ولكن لا زالت ذكراه لم تأزف ، واليوم ذكرى استشهاد شيخنا الطبيب الرنتيسي رحمه الله وذكرى يوم الأسير الفلسطيني، فقلت الليلة هذه مناسبة لأن نتواصل، وأسأل الله أن يتقبل مني اجتهادي وان يصطفيني مع الشهداء الصديقين وان يحسن عملي وان يدبر لي فإني لا أحسن التدبير وأن يستعملني ولا يستبدلني ، اللهم صل على محمد.

——

حين أذكر أنّ لي أخواتا في الله يرق قلبي وتدمع عيني، وقد عرفت معنى الحب مع اخواتٍ كثر منهن مَن التقيته وعاشرته ومنهن لم التقيه بعد، ولكني كم أستشعر ان هذه النعمة العظيمة تخفف اعباء الحياة مهما كانت ثقيلة، وكم نحن بحاجة لهذه اللمسة الحانية، والسؤال الدافيء الحنون، فهل اعتزلنا البخل بتلك اللمسات وامتشقنا خيل الوفاء والعطاء بلا حدود؟!

لماذا اتحدث عن هذا الأمر؟
لأنه في ذكرى الأسير ، يحسن بي ان اذكر الآف الذين يتعارفون في السجون وتقوى علاقتهم ، ويحسن بي ان اذكر اخوة قضوا شهداء ولهم اخوان لا يفترون عن ذكرهم والدعاء لهم، وأذكر حبيبتنا سوسن رحمها الله وكيف لا ننساها لحظة، واذكر ان قائدنا الرنتيسي عليه رحمة الله كان حبيبا للياسين والقادة الذين لا زالوا لم يلتحقوا باهل السماء، وليس هذا فقط ، بل هناك مسلمون في اصقاع الارض ونشعر اننا نحبهم وان ما يصيبهم يصيبنا وكأن القلب يتزلزل جزعا وخوفا ورجاء لهم .

—–

استمعت للمنشد اذ يردد:
توحيدك قد أخلى قلبي من كل شريك يا رب

بكيت إذ لا اعرف هل خلا قلبي حقا الا من حب الله وتوحيده؟!
إذاً لماذا نجزع في المحنة؟
ولماذا نيأس من التغيير؟
ولماذا نحسب ان العمل لهذا الدين ولرفعة الامة ليس واجبا على كل منا؟
ولماذا تحتقن الآلام في قلوبنا ونبحث عمن نشكو اليه والله لا يغلق بابا؟
ولماذا نحزن؟
ولماذا نتردد بين ما يرضي الله وما يرضي البشر؟
والكثير إذ يزدحم امام عبارات نرددها احيانا وننسى ان الرقي الحقيقي بنقاء السريرة وانشغال القلب والفكر برب الكون معرفة وعبادة وتوجها

اللهم اجعل كل حياتنا لك دعوة بك ومعك وعليك، اللهم واجعلها كما تحب وترضى.

—–

اختي الحبيبة
قد يكون الاسير مسلوب الحرية ولكنه غير مسلوب الارادة ان اراد ان يقهر سجانه عمل وتعلم وصبر وشد من عزم اخوانه.
ولكن قد نكون نحن مسلوبو الارادة ان بقينا نراوح المكان دون تقديم خير لانفسنا او للاخرين في كل مجال نملك التقدم فيه
ان ما يصنع عزائمنا هو الاقبال على مدرسة القرآن والسير على هدي محمد صلى الله عليه وسلم واتباع السلف ومطالعة احوالهم، فإنهم والله ما سبقونا الا بعبادتهم وقد أحسنوا ، الا اننا تفوقنا بالكسل

ان معارك الارادة ينتصر فيها مَن يمده الله بنور بصيرة وبرد يقين وتجمل بالصبر

جميلة هي الحياة ان عملنا فيها بصمت المخلصين وبذلنا فيها التضحيات النفيسة دون نظر لمقابل في العاجل ، واجمل ما فيها ان نجد دوما ما يمكن ان نقدمه ، والاجر على الله

—–

هناك سورة في كتاب الله عزوجل تستوقفني كثيراً وسأبقي الحديث عنها في القريب بإذن الله في شهر أيار

ولكِ مني حتى اراكِ سلامٌ بالدعاء محفوف

أختكِ في الله
2010/4/17
رسالة4

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *