عام

عام على عملية خطف الجنود الثانية* لفرسان الخليل

Views: 2768

عام على عملية خطف الجنود الثانية* لفرسان الخليل

حين كنا نمسح عرق التضامن مع إضراب الأسرى الإداريين، ونتحسس موضع الخفقان إن كان أتعبه النزف والقلق والانتظار، كانوا ثلاثة يشقون بحر المستحيل بشراع الجهاد، يستظلون بظل السيف، يعبِّدون بتضحيتهم جسر العبور فوق الآلام، فوق الأشواق، فوق التضييق والملاحقة.

عام على شمس الخليل المشرقة أو قُل المحرقة التي أحرقت فينا بقايا الوهم والتخاذل والتكاسل وادعاءات العجز، وكشفت لنا سوءاتنا، كسرت حاجز الصمت، وأثبتت أن السير سير إرادات فقط.

أشرقت علينا من كوة افتتحوها بأظفارهم فأنارت دربًا طويلًا يشتد حضورهم فيه كلما ذكرهم السالكون، ففي عهد الظلام كانت لنا شموس؛ شهاب النتشة، ونشأت الكرمي ومأمون النتشة، وعامر أبو عيشة ومروان وحسام القواسمي.

صهلة الخيل تلك؛ لا زالت حية، توقظ فينا كل ذرات العزة، إن الألم وما أصابنا باستباحة الاحتلال لحرماتنا، انتقامًا وتغولًا كردٍ على ما أصابه؛ لم يكن شيئًا مقابل ما اختاره هؤلاء الرجال لأنفسهم، لقد وعوا الحقيقة بأن علاج الجراح يؤلم لكنها تبرأ في النهاية، وادعاء تحرير البلاد والأسرى لا يستقيم بدون بذل وتضحيات واستبسال واحتواء.

إن جيادنا لا تتعب، وإن ترجل فرسانها أسلمتِ العنان لرجال أقدامهم فوق الثرى وأرواحهم حول العرش معلقة.

 

  • العملية الأولى عام 1997، حيث كُشفت جثة الجندي بعد 7 شهور على اختطافه وقتله، فيما عُرف باسم خلية صوريف، وقد أفرج عن اثنين من منفذيها في صفقة وفاء الأحرار الأولى؛ أيمن قفيشة وعبد الرحمن غنيمات.
  • العملية الثانية 2014، كُشفت جثث الجنود بعد 18 يومًا على اختطافهم وقتلهم، ممهورة بدماء عامر أبو عيشة ومروان القواسمي وقيود حسام القواسمي.

 

إسراء خضر لافي

24/شعبان/1436هـ

11/حزيران/2015مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *