عام

هجرة

Views: 2202

هجرة

ثلاثة أعوام من الشوق والانتظار لزيارة بيت الله الحرام، كثيرة كانت أسباب التأجيل؛ الحاجة لمحرم، ولتكلفة الرحلة، حتى قدر الله عز وجل يومًا توافق رغبتي بالسفر رغبة شقيقي وكنت أريدها هدية له لا مشاطرة.

الحاجة للفرار إلى الله كانت مُلحة، استبدت بتفكيري وملكت عليّ كياني، حتى نويتها هجرة إليه لا فرارًا فقط أو رحلة مؤقتة، وقضيت ديوني، ولم أكن أفكر بأي شيء قد يواجهني؛ سوى أن هذه الفترة من حياتي كانت موجّهة إلى قبلة نتوجه إليها كل صلاة وكل دعاء حبًا ورغبةً ورهبةً، وهي الفترة الوحيدة التي لم أقف فيها كثيرًا عند حدود نفسي أعاتبها: كيف يهون عليكِ الخروج من أرض الرباط؟!

كانت الحاجة إلى تلك الهجرة أكثر من أي حدود وضعتها لنفسي، الحاجة للتجديد والامتلاء والتجرد، والعودة بقوة أكبر، وثبات أعمق، وهمة أعلى، ولم أشعر بحقيقة السفر إلا في لحظات الوداع، وأسلمت لله كل أمري، راضية بما قضى، وما سيقضي.

على الحدود؛ وقفنا وانتظرنا وأُجلنا، وكان يعزيني أن يكمل شقيقي رحلته وحده، حتى جاء الرد بمنع الاحتلال لي من إتمام الرحلة والسماح لشقيقي؛ حتى جاء الرد بمنع الاحتلال لي من إتمام الرحلة*، ابتسمت وانتهى الموقف بعودتي أدراجي وكلي رضى وطمأنينة، لا جزع، ولا سخط، ولا حزن، ولا ألم، ولا غصة أو دموع، عُدت وكأني اعتمرت، وقد انجلى الهم، وباتت ذكرى لطيفة تجدد البسمة والرضى، فما حياتنا إلا تقلب بين أقدار الله؛ رضينا أم سخطنا لن نغير شيئًا، ولكن في ميزان الأجر يختلفان في المراتب والأجور الربانية.

اللهم إني أسألك نفسًا بك مطمئنة، تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك.

اللهم اجعل كل حياتي لك، وبك، ومعك، وبحسن التوكل عليك.

  • كان ذلك في (18/02/2015).

إسراء خضر لافي

01 شعبان 1437هـ

08 يار 2016مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *