عام

وقفة مع الإعلام

Views: 812

مصادر التقارير:

يفقد البحث أيًا كان نوعه هويته البحثية عندما يُنشر دون إيعاز للمصادر والمراجع، فكيف إن كان تقريرًا يعتمد على العودة لأحداث، وقراءتها من جديد، ثم إعادة عرضها لتوصل فكرة منظمة؟

التقارير التي تُحرر سواء إلكترونيًا أو تلفزيونيًا بحاجة لسياسة إثبات المرجع، والفيسبوك اليوم يُعتمد في التوثيق، ولا ينقص من قدر أي مُعد لتقرير أو خبر أن ينسب المعلومات لمصدرها ما دامت نتاج جهد صاحبها، وكثير من الجهود التوثيقية أو التأريخية أو التحليلية تُنشر بعد تعب صاحبها عليها وليست قدحة ذهنية خطرت بباله وهو يتأمل السماء!

 

شاهد العيان:

ووصلًا على مسألة الثقة فإن كثيرًا من الأخبار تعتمد شاهد العيان؛ الذي لا يُنظر في عدالته، في صدقه من كذبه، في ضبطه لما رأى ولما يعرف، وكذلك روايات العائلات لا يُعتد بها دومًا لأن بعضهم يغير روايته خوفًا، والعاطفة أحيانًا تدفعنا لنصدق روايتهم رغم معرفة الصحفي أنها كذب، والأصل في المسلم أن لا يكذب، ويُبنى على ذلك أن لا يشارك ناقل الخبر في إخفاء الحقيقة إذ هي أمانة تاريخية.

من جهة أخرى؛ كثيرون نسبوا أخبارًا لشاهد عيان لا وجود له حقيقة أو دون الإشارة لاسمه، ولا أعلم أي تاريخ سنكتب وسنروي منسوبًا لشاهد عيان بلا اسم ولا هوية، يشبه هذا كثير من القصص والمرويات التي وصلتنا منسوبة لمجهول، وقد يقول قائل: العبرة في دلالة القصص المنقولة، لا يا سيدي! إذا كانت القصة مكذوبة فدلالتها وإن صحت لا قيمة لها، ولماذا نملأ الأوراق والتسجيلات بقصص مكذوبة ونحن نملك أن ننسبها لمن يمكن أن نبحث عنه ونتوثق منه ضمن تحقيق صحفي أو ضمن عمل تأريخي يتتبع ما يُقدَّم فيكشف زيفه من صدقه؟

 

الإعلام والعاملون عليه على ثغرة كبيرة؛ يملكون أن يضيعوا الحقيقة كما يملكون أن ينقلوها بأمانة وحرفية، وحين يعمدون لإهمال أو إخفاء المصدر، أو لا يتوثقون من صدق مصادرهم وشهودهم ولا يوثقون أسماءهم؛ فهم يسهمون في تزوير الواقع الذي يظهرون أُمناء عليه، ناقلون له.

 

8 رمضان 1437هـ

13 حزيران 2016مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *