عام

1500$ وسنوات ثلاثة

Views: 772

مرت ثلاث سنوات على احتجاز 1500$ راتب عملي للشهور الثلاثة الأولى في إعداد برنامج نسيم الأحرار الذي يتناول قضية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني على اختلاف انتماءاتهم والذي يُبث عبر قناة القدس الفضائية.

أعرض فيها كامل أبو حميد محافظ محافظة الخليل عن مقابلتي في كل مرة طلبت لقاءه بدعوى انشغاله؛ ولا زلت أتساءل كيف غيري أمكنه لقاءه في ظل انشغاله؛ أم هي العائلة ربما تحدد فرصة لقاءك؟

أما الدائرة الأمنية في المحافظة فكانت السبب وراء مقابلتي في المخابرات الفلسطينية؛ التي بدلًا من سؤالي عن مالي سألتني عن حياتي الجامعية التي كان قد مضى عليها أكثر من ثمانية أعوام!

كنت في دائرة الاتهام والتشكيك حول حقيقة عملي كمعدة برامج؛ وطُلب مني إثباتًا لعملي؛ وقدمته، رغم أن الجهة الأمنية تتحمل مسؤولية البحث والتحقق من صحة أقوالي؛ إلا في بلادي فعليك أن تكون جهاز الأمن والمؤسسة الحقوقية والضحية في آن معًا!

كلمتُ المؤسسات الحقوقية لكنها تابعت برخاوة، حتى صار الأمر أن عليّ التوجه للقضاء، وبعد تقديم إحداها المساعدة بتوفير محامٍ ومتابعة القضية؛ انسحبت المؤسسة وقالت هذا عليكِ وحدك.

أما وسائل الإعلام التي بعضها راسلني إما لبرنامج أو تقرير؛ فاختفوا فجأة؛ كحال بعض المؤسسات الحقوقية التي راسلتني عبر فيسبوك وأخذت ما تريد من معلومات ثم لم أسمع لها رِكزًا! وأرجو أن يكون مال التقرير المُعَد الذي تضمن مشكلتي؛ حلالًا!

الأصل في المؤسسات الحقوقية أن تبقى مع المظلوم والضحية حتى استرداد حقه وألا يكون همها تقرير الشهر ومقابله المادي، ثم (ستين عمرك ما انحلت مشكلتك).

والأصل في وسائل الإعلام أن تتعاون مع صاحب الحق دون نظر لانتمائه حتى تحدد هل تغطي مسألته أم تعتبرها معركة فردية بين فرد وأجهزة أمنية!

والأصل في الجهة التي تعمل لديها أن تبقى معك لحين إغلاق ملفك، وأن تتفقد مسألة انتهاء القضية فعلًا.

ليست قضيتي فقرًا أدعيه وأدعي معه حاجتي الماسة لمالي؛ ولكن القضية حق مسلوب غصبًا دون وجه حق، ورغم كل ما يثبت أحقيتي به.

إذا كان غصب راتبي ثمنًا أدفعه لقاء عملي الإعلامي فليكن، ولست أعبأ بذلك، فقد فعلت ما عجزت عن تقديمه المؤسسات الحقوقية، وأصبر على ما عجز الجميع عن فعله؛ وهو الوقوف مع الضحية، وعدم الانحياز للصمت، والانصياع للظالم لقاء مكتسبات وجودية.

وعلى جسر الكرامة حين أعادني الاحتلال؛ كان الحديث عن راتبي كسبب وراء العودة، وإن كان يُظن أن هذا يكسرني؛ فأحسب أني من الذين لا يكسرهم المال ولكني من نوع آخر؛ أُعد للدعاء عدته ليُرفع ويكون مجابًا ثقة ويقينًا وما عليّ إلا مراقبة الأحوال والابتسام.

وشكرًا لله على كل ما منع وأعطى.

إسراء خضر لافي

6 صفر 1438هـ

6 تشرين ثاني 2016مـ

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *