عام

عبد الله عزام: عابد في محراب الجهاد

Views: 1035

مات على ما عاش عليه، فجعل الأرض تُطوى تحت قدميه، حيثما ولى شطره؛ جاهد باللسان والسنان، وكأن الأرض كلها له محراب جهاد.

من معسكرات الشيوخ في الأردن جهادًا ضد الاحتلال الصهيوني، إلى ساحات الجامعة الأردنية معلمًا مربيًا، إلى مسجد عبد الرحمن بن عوف في صويلح بانيًا وخطيبًا، إلى السعودية معلمًا مرتحلًا كمعلم إلى باكستان، ملتحقًا بجهاد الأفغان منذ لحظاته الأولى مبتدئًا بالإعلام وتأسيس مراكز داعمة لجهادهم، إلى تأسيس مجلة الجهاد.

هناك حيث علَّم وجاهد، ودرَّب مَن أتاه من كل أرض خاصة فلسطين؛ ليعودوا لها مستعدين، وكم من بذرة رواها العزام وأثمرت في كل انتفاضة منذ 1987.

في كل مكان أقام فيه لم يكن لديه وقت للترف، ولم يلقِ عن كاهليه عبادة الجهاد متذرعًا ببعد المسافة، ولا قال (أعيش حياتي)، لم يتخلَ عن واجبه، بقي حنينه لمنزله الأول وقضيته الأم ولكن قلبه وسع الإسلام وأهله في كل مكان، ورأى أن جهاده في أي بقعة سيوصله إلى أرضه.

كانت حياته القرآن والجهاد، وكان يشجع الشباب على تلاوة أورادهم في لحظات انتظار الحافلة أو الانتقال من كلية لأخرى، كان يعيش جهادًا خاصًا وكأن المرء كلما ارتوى من كتاب الله؛ سما.

أُطلق اسمه على أولى كتائب المجاهدين التابعة لحماس في الضفة الغربية أوائل التسعينات قبل توحيدها باسم كتائب القسام بين الضفة وغزة.

وأيًا كانت الجهة التي اغتالته فقد وافاه الأجل وهو يُسرع الخطى للقاء الله متطيبًا وبحلة جديدة، فرحًا بما كان سيحققه في يومه من جمع كلمة المجاهدين، ما كان ليبالي بما سيلاقي وقد نذر حياته لله عابدًا مجاهدًا.

(ولست أبالي حين أُقتل مسلمًا … على أي جنب في الله كان مصرعي)


إسراء خضر لافي

24 صفر 1438هـ

24 تشرين ثاني 2016مـ

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *