عام

صوريف معراج البطولة والشهداء

Views: 1989

قرية وادعة مطمئنة شمال غرب الخليل تعتلي عدة تلال تتوزع على مساحة واسعة، مفتوحة الأبواب والمنافذ وإن صادر الجدار الكثير من أراضيها، ورغم أن اسمها لم يحضر بشكل بارز في انتفاضة القدس؛ إلا أنّ خير هدوئها يتأخر حصاده.

في كل مرة يعتلي اسمها صهوة المجد؛ تقدم نموذجًا مختلفًا مفاجِئًا، ومحمد الفقيه الذي حوصر على ثراها لم يكن أول من يعرج إلى السماء عبر بوابتها؛ ولكنه ضمن قافلة وتاريخ طويل يبدؤه الشهداء في 1940.

محطات كثيرة شهدت فيها صوريف الحصار والاعتقال وحظر التجول، وجمع الشباب في مدرسة بحثًا عن مطلوبين للاحتلال، عمليات تفتيش كانت تنتهي إما بانسحاب المطارد بسلام أو اعتقاله أو استشهاده.

في 1985 شهدت البلدة عمليتي حصار وتفتيش، أما الأولى فكانت في حزيران انتهت باعتقال كل من مصطفى وزياد غنيمات الذين اتهما بقتل مستوطنيْن وقضيا 29 سنة في سجون الاحتلال، والثانية في تموز بحثًا عن خلية فدائية لحركة فتح نفذت عدة عمليات ولم يتم اعتقالهم، في هذه الفترة مر على البلدة عدد من مطاردي جبل الخليل من عدة قرى، أحدهم الشهيد علي محمد خلايلة من السموع.

انتهى البحث عن أفراد الخلية في تشرين أول 1985 باغتيال 4 منهم واعتقال الخامس جريحًا؛ وهم: محمد عدوان، ومحمد غنيمات، ومحمود النجار، ومحمد الخلايلة، واعتقال محمد الطوس.

تجددت خلايا الجبل فكانت خلية 1997 خلية لحركة حماس، نشطت في 1995 ونفذت عدة عمليات قبل اعتقال وتسليم أفرادها ومطاردة واحد منهم، وذلك بعد عملية استشهادية في تل أبيب، تعرضت على إثرها البلدة للحصار ولإجراءات مشددة؛ انتهت بتسليم عبد الرحمن غنيمات وجمال الهور من قبل أجهزة السلطة للاحتلال.

في 2005 اقتحمت قوة خاصة متنكرة البلدة واختطفت إبراهيم غنيمات وهو أحد أفراد خلية صوريف 1997، دون اشتباك أو حصار، وفي 2010 داهم الاحتلال البلدة بحثًا عن الشهيد مأمون النتشة خلال فترة مطاردته؛ حيث أهله من جهة والدته، ولم يُعثر عليه.

ليكون المطارد الأخير في 2016 محمد الفقيه الشهيد الذي أقام في البلدة فترة لم تُعرف، بدأت بحصار مشدد وانتهت باشتباك مسلح؛ انتهى باستشهاده مع ساعات الفجر الأولى.

الذاكرة الفلسطينية المبعثرة والتي لم تنتظم بعد في كيان يلملم شتات المكتوب والمنشور وما بقي في ذاكرة الإنسان؛ حافلة بالكثير من الأمثلة كالتي ذكرت وما طُوي بالإهمال أو الكتمان أو النسيان ممن عايشوا الأحداث أو تناقلوها.

أما الوقوف على مطاردي الجبل يحتاج جهدًا توثيقيًا يعتمد على شهادات من عاصروا مرحلة الثمانينات ومطارديها منذ 1980 إلى 1986، ثم 1992 إلى 1997، والمرحلة الثالثة ما بعد 2000 ضمن حملة تحت عنوان (نبش الذاكرة)، إن وُجِد باحثون جادون.

إسراء خضر لافي

24 شوال 1437هـ

29 تموز 2016مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *