عام

المقاومة استراتيجية بوسائل متغيرة

Views: 2598

المقاومة استراتيجية بوسائل متغيرة


باستشهاد محمد الحرباوي وشادي زغير عام 2008، خُتمت حقبة العمليات الاستشهادية التفجيرية لحركة حماس التي استمرت 15 عامًا إلا شهريْن.

حماس التي جددت عهد المقاومة بنهج ثابت منذ عام 1987 وقبلها في 1983، والتي جعلت استراتيجيتها قائمة على خطف الجنود لتحرير الأسرى، والاشتباك المسلح المباشِر؛ أي المواجهة.

هذان الأسلوبان استمرا حتى يومنا هذا وإن كان حضور المشهد وزخمه يغيبان عن أذهان المتابعين والعامة.

ولكن الفعل الاستشهادي والذي ابتدأ عهده بساهر التمام نيسان/1993 كان طفرة واجتهادًا وحلًا لتحقيق الإثخان في العدو، وشكل رافعة للمقاومة وإن كان له ثمن باهظ في استنزاف الجهد المقاوم، وتطلب شروطًا عالية من الإعداد والجاهزية.

هذا الاجتهاد ورغم كل الظروف الأمنية المعقدة ونتائجه استمر 15 عامًا، ولكنه لم يكن المحور الأساسي الذي تقوم عليه المقاومة.

ونحن نجدد الالتفاف حول المقاومة كنهج علينا أن نتفهم حاجة كل مرحلة، وأن نكف عن استدعاء الماضي بطريقة بكائية، وأن نكف عن اجتزاءات تشوه التاريخ.
الثبات على الطريق يستلزم فهم حاجة الزمان والمكان، وإدراك الإمكانيات المتوفرة، والعمل بما يناسبها، وعدم الكف عن إبداع طرق جديدة تأخذ في الاعتبار حماية العنصر البشري، وتقليل خسائرنا إلى الحد الأدنى إلى جانب رفع فرص الإثخان في العدو.

وهذا ينسجم مع روح العصر؛ فكثير من دول العالم اليوم تحاول ترتيب حروب إلكترونية وتطور الآلة بما يؤمِّن الحفاظ على العنصر البشري، ونحن كأصحاب رسالة أوْلى بهذا الحرص والفهم.

إسراء خضر لافي
15/ربيع الآخرة/1436هـ
04/شباط/2015

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *