عام

روايات محققي الوقائي، ورقم الحظ 23

Views: 1805

روايات محققي الوقائي، ورقم الحظ 23

بقلم: إسراء خضر لافي
في الضفة الغربية يشتد ظلام الليل، وينعق الغربان في كل حين، تدعمهم كل كواسر الدنيا، كيف لا، والهدف واحد؟ كيف لا، ولهذا دخلت سلطة الحكم الذاتي؟ كيف لا، ومَن اتسخ ثوبه منذ نشأته ولم يتعلم أن يتطهر يسبق كِيرُه سقوطه المدوِّي؟!

في الضفة الغربية سياسة اقتصادية خرقاء دمَّرت قبل حياة الناس أخلاقهم وقِيَمهم ومبادئهم، هذا صنيع مَن ضيَّع نفسه وباعها ابتداءً بالدولار والتبعية ورضي بذلة ونكس رأسه تحت الاحتلال وقبِل بكل شيء؛ فكان لزامًا أن يجعل الشعب ينتهجون نهجه فسلب منهم حريتهم وجعلهم عبيدًا، وبعد العبودية لا يوجد ذنب، ولا يوجد قول! الضفة يشحذون باسمها وتأتيهم الملايين ليديروا بها حملاتهم الانتخابية بشراء الأصوات!

وفي ظل غياب الإرادة الحُرة فما يولد وتراه أعيننا بات طبيعيًا ومفهومًا! أوليست الضفة محكومة للأجهزة الأمنية؟ ولأن الرزية طبعهم عملوا على تأليف قصص وحكايات تتداولها كوادرهم في المقرات والجامعات، فلا يمكن أن يقبلوا أن يكون غيرهم طاهرًا نقيًا، ولا يُصدقون ذلك، فهو ضرب من الخيال، صعب على عقولهم، ولهذا فإن شراء الذمم بقسط جامعي أو فاتورة كهرباء أو كرت جوال أو مواصلات طريق شيء عادي بالنسبة لهم، وذريعتهم الساقطة أن حماس فعلت ذلك!

حماس التي حين خدمت شعبها منذ نشأتها لم تطلب من أحد أن ينتخبها ولم تعد أحدًا بشيء، ليخرج بعض مَن تشتريهم الأجهزة فيسيئون إليها منكرين ما حصَّلوه منها! وهي إن ترفعت عن الرد فذلك لأصالتها ونزاهتها.

حملة التشويه المدارة من قلب المقرات لم تقف عند هذا الحد؛ بل إن كوادر الشبيبة التي وُظفت في الجامعات في مواقع تدريسية تعمل على التدخل في السجال الطلابي لتدلي بكلام عارٍ عن الصحة تشويهًا في الكتلة الإسلامية ودون الإتيان بأي دليل أو حجة دامغة! علمًا أن الموظف الأكاديمي يُمنع من التدخل بين الأطر فهو ليس طرفًا، وهذا يدفعني لأسأل: لو كان المعلم المتكلم دعم بكلامه الكتلة هل سيبقى في الجامعة؟ وكيف يمكن أن تأتي رواية محققي الوقائي على لسان معلم في جامعة إلا إن كان (…..) ؟!

وفي خضم هذه الحرب المتكررة، فإن اللافت لهذا العام هو رقم الحظ للشبيبة [23] في كل من: الكلية الأهلية، وبيرزيت، والخليل، بينما في الخضوري 22 مقعدًا! والتي قد تصل في كل من “أبو ديس” والنجاح إلى 33 على اعتبار عدد مقاعد المؤتمر 61 مقعد! هل هذا محض صدفة فقط؟

قد يدّعي البعض أن هذه نتيجة صندوق وعملية ديمقراطية، ولكن بعد كل ما يفعلونه ماذا يبقى؟ إذا كانت الديمقراطية في عُرفهم نقيضًا للمبدأ والنزاهة فمبروك عليهم ما حققته الأجهزة الأمنية، وإن كانت الديمقراطية في عُرفهم هي التعذيب والتهديد والتشويه والافتراء فمبروك عليهم هذا الوحل الذي لن ينتشلهم منه شيء.

إن الرقيق وحدهم ليس لهم نية؛ بل نيتهم تابعة لمولاهم، ومَن يخنع ويجبُن ويخضع لاستبدادهم وظلمهم حكم على نفسه بالرِّق، ونحن الأحرار في زمن العبيد.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *