عام

يوم المرأة لنا أم علينا أم لا زلنا دونه؟!

Views: 913

يحتفل العالم في الثامن من آذار في كل عام بيوم المرأة الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977 بعد 699 عامًا على مظاهرات النساء في الولايات المتحدة مطالبات بحقوقهن في تخفيض ساعات العمل، ومنع تشغيل الأطفال، وحقهن في الاقتراع والتي تطورت إلى المطالبة بالحقوق السياسية، وقد بدأ نضال المرأة مع الحركات العمالية احتجاجًا على الظروف اللاإنسانية التي أجبرن على العمل تحتها عام 1856، واليوم في يومهن يحتفلن بالإجازات، وينظرن إليه كاستحقاق.

فيما لا زالت المرأة العربية، والمسلمة، وتحديدًا الفلسطينية تبحث عن هويتها، وغارقة في التفاصيل اليومية، ويجرفها تيار الحياة المتسارع، ولم تبدأ النضال لأجل ما تستحقه فعلًا، وما يجب أن تكون عليه، لا ما يجب أن تقلد الآخرين به، ما يمثل هويتها لا ما تجبرها الظروف عليه تحت وطأة الحاجة أو انغلاق الأفق.

فرغم أنها بدأت النضال ضد الاحتلال باكرًا منذ أكثر من 90 عامًا، ودفعت الثمن جنبًا إلى جنب مع الرجل، في أدوراها المختلفة؛ كمقاتلة وكأُم وزوجة وابنة، استشهادًا أو اعتقالًا، تشريدًا ولجوءًا، واجتراعًا للأسى مرة تلو مرة وهي تستقبل زوجًا أو ابنًا أو أبًا في قوافل الشهداء، أو تفارقهم أسرى أو مطاردين.

رغم كل هذا وما طويت تفاصيله إلا أنها لا زالت تجهل مهمتها في الحياة، في الظرف الذي وضعت فيه، في أن تصنع ذاكرة الإنسان، وتغير المجتمع، وتسطر التاريخ.

في أن تصنع نضالها، وتحدد ملامحه، وتسعى إليه، دون أن تتنكر لطبيعة الصراع، ودون أن تختبئ خلف قناع الضعف، أو عناوين ليست لها، ودون أن تجعل الحياة كامنة في الحاجات الأساسية المادية، وتنسى أن عظمة الإنسان في أن يوظف هذه الحاجيات والإمكانيات لغايات وقيم عليا.

حين تعرف كيف تعبر عن حقوقها السياسية، وتضع حدًا لامتهانها على يد القريب والبعيد، وحين ترفع صوتها عاليًا ضد ما يُمارس ضدها من قمع واضطهاد تحت رعاية مؤسسات تمول شراء الهراوات التي تُجلد بها المرأة حين يُضرب بها الزوج والابن وابن البلد!
وحين لا تخفت الأصوات لحظة الاعتداء على النساء والطالبات في بيوتهن فيمَ ترتفع تنادي بالحرية لشارب خمر، وشاذ، وخائن…!
وحين لا تبقى المؤسسات النسوية مجرد اسم فارغ، وبنك أموال لا يُرى لها أثر على أرض الواقع ولا حتى باتصال هاتفي على متضررة تخفف عنها الأثر النفسي لما تلاقيه من صنوف عذاب قمعًا لحريتها في التعبير والممارسة السياسية والنقابية!

حين تضع حدًا لذلك، لها أن تحتفل في يوم يمثل لها تاريخًا من النضال وانتزاع الحقوق، وضبط إيقاع الحياة الذي لا ينتظم دون حمايتها، واحترامها، ودعمها.

يمكن لكل امرأة أن تشارك في عمليات التحول الكبرى الثقافية والسياسية والنضالية، فإن لم تملك القدرة على ممارسة القول والفعل؛ فيمكنها أن تحمي ظهر أخواتها بإسكات الأصوات النشاز ومحاربتها، وبتجييش المجتمع ليكون معها، وبالنصح ما اتسع المقام.

وما دمنا لم نشارك في تحقيق ما نستحق، ولا زالت فينا نسوة تئن فقدًا وجزعًا وقهرًا؛ فنحن دون أن نحتفل بيوم مرأة عالمي لم نتمتع فيه بحقوقنا التي لنا فعلًا، لا التي أُوهمنا بها!

09 جمادى الآخرة 1438هـ

08 آذار 2017مـ 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *