عام

التفكير في المفقود، أ.د.عبد الكريم بكّار

Views: 1172

[1] الكتاب الأوّل:

التفكير في المفقود، أ.د.عبد الكريم بكّار

القاهرة، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2010م.

 بين يدي الكتاب :

–        الخروج من حالة الطوارئ وشعارات التصدي والمواجهة والمجابهة إلى الإسهامات الجادة التي تمرن العقل وتنشط الفهم.

–        “الشعارات الصغيرة الواقعيّة خير من الشعارات الكبيرة الخيالية”

–        حركة التاريخ تصنعها آلاف الجهود الصغيرة التي لا نُلقي لها بالًا، وليكن مشروعنا الخاص الصغير في أي درب مباح فإن موعود الله تعالى حق، “مالك بن نبي”

–        التفكير سلاح ذو حدين فإما بناء أو هدم، يحدد ذلك طريقة التعامل مع أفكارنا.

–        د.عبد الكريم بكار : “إننا معاشر المشتغلين بصناعة الثقافة، ربما كنّا مبالغين في تقدير دورنا في نهضة الأمة وإصلاح شأنها. لكن هذا لا يمنع من الاستمرار في العمل، إنما مع ضرورة البحث عن الوسائل والأطر التي تحوِّل الأفكار الجيدة من كلام منطقي منمَّق إلى تربة خصبة تحتضن الشجرات الباسقة.” [دعوة للتفكير الجادّ]

–        ثم يدعو د.بكار إلى فكرة المؤسسة الحاضنة التي ترعى الأفكار وتصقلها من خلال النقد البصير.

–        يأتي هذا الكتاب ل: إيقاظ الوعي والتفكير في المفقود وإحياء للانضباط الشخصي والمبادرة الذاتية.

 

أفكار الكتاب:

–        يعرض الكاتب مفهومي التكامل والتوازن:

  • التكامل: القبض على رؤية عميقة وشاملة لكل الأشياء التي يجب أن نراها، وبالطريقة التي يجب أن تُرى بها الأشياء.
  • التوازن: إعطاء جوانب الحياة وجوانب الشخصية-على وجه الخصوص- حقها من الرعاية التنمية والاهتمام من غير إفراط في جانب على حساب جانب آخر.

–        أنماط الناس :

  1. نمط من الناس يهتم بصفاء روحه ونقاء نفسه،ومستوى تعبده، جيد، ولديه طيبة، تتصل في بعض الأحيان بطرق من الغفلة التي تصل إلى حد السذاجة، (ثم يعرض إيجابياتهم وسلبياتهم ويختم ذلك بقوله: ومعظم هؤلاء عاديون في أعمالهم وإنجازاتهم؛  والناجحون فيهم قليلون كما أنّ المخفقين منهم ليسوا كثيرين.).
  2. نمط ثانٍ يقف في الجهة المقابلة للنمط الأول، يحرص على استقامة تفكيره، ويكثر من النقاش حول ما يعتقد أنه يشكل انحرافًا عن المنهج القويم، ( ثم يعرض إيجابياتهم وسلبياتهم ويختم ذلك).
  3. 3.       النمط العزيز: يجمع ثلاث صفات رئيسة:
  • §         الوعي العميق
  • §         الإيمان الراسخ
  • §         النجاح الباهر
  • §         بإيجاز مع هذا النمط وصفاته:

ü      الأصالة الخلقية، كثيرًا يردد: “عبدك بحاجة إليك، عبدك راجٍ فضلك، عبدك خائف منك، عبدك عبدك …”

ü      رسالته واضحة إنها العيش للإسلام وبالإسلام.

ü      ناجح في عمله، متفوق في أدائه، يقدم القدوة والنموذج في الكثير من جوانب شخصيته وسلوكياته.

  • باختصار هذا النمط جمع بين القوة والأمانة.

(إن أردتم أن أرسل لكم تفاصيل الأنماط فلا مشكلة فقط أرسلوا لي بذلك J )

–        ثم في ظلال التكامل يتحدث الكاتب عن تحويل الأفكار لتحركات كبيرة وأعمال بإيجاد أطر تنفيذية، وانظروا معي إلى هذه الجملة:

” إنّ كثيرين منّا يطلبون من المفكِّر ما لا يقدر عليه وما لا يُحسنه من نشر الفكرة وإقناع الناس بها.. ولا يسألون أنفسهم عمَّا يمكن لهم القيام به تجاه الأفكار التي يؤمنون بأهميتها ومحوريتها في حياة الأمة“.

–        وبعدها يعرض لتعاطي الداعية والواعظ والمربي ودور المصلح؛ يدعو إلى ضرورة التخلص من عقدة التفرد والتحلي بروح التكامل، فالأمة بحاجة إلى الداعية والمصلح والمفكر والمتخصص.

–        دعوة إلى التفكر والتحرر العقلي، ويلخص ذلك في هذه السطور:

” إنه لشيء سيء أن يجد الواحد منا نفسه مقيمًا في أرض الخيارات الصعبة؛ حيث يكون الاستسلام للوعي الجماعي خطرًا، كما يكون الاعتماد على الإبداع الذاتي مخاطرة. وليس هناك من حل سوى إيقاظ الوعي وتنمية الحس النقدي وتحرير العقل من قيود الجهل والركون إلى السهل والجاهز.

عملية التحرر العقلي عملية شاقة ومديدة، لكنها عظيمة ونبيلة. وهي مشروطة دائمًا بقدرة الوعي على مراجعة تاريخه والتفوق على ذاته.”

–        التوازن جميل يرمز إلى الكمال، وفيه أفكار أوجزها في إشارات:

  • تكاليف الإسلام كثيرة، والشخص المتوازن يحاول أن يقوم بها جميعًا.
  • إن الذي يؤمن نصاب التوازن في حياتنا شيئان: واجباتنا وأهدافنا، والواجب هنا هو: الواجب الحضاري.
  • الالتزام بالواجبات والآداب الشرعية يجعل حياتنا في السياق الصحيح الذي ينسجم مع عقيدتنا، أما الالتزام بأهدافنا في أعمالنا وإنجازاتنا ومسؤولياتنا فإنه يساعدنا على حشد طاقاتنا.
  • مما يساعد على تحقيق التوازن:

ý     الالتزام بالسُنة.

ý     البعد عن الغلو والتنطع.

  • بعض جوانب التوازن في شخصية المسلم:
  1. التوازن بين الفلاح والنجاح: وذلك بأن تكون مساعينا لتحقيق الفوز الدنيوي مرتبطة على نحو ما بحرصنا ومساعينا لتحقيق الفوز الأخروي، ويتم ذلك من خلال استحضار النية الصالحة والحسنة وسلوك الطرق المشروعة للحصول على ما نريد الحصول عليه من أمور الدنيا.
  2. التوازن بين العقل والعلم: تتمثل في التسليم للرحى في الأمور الكلية والغيبية، وفي توفير الكثير من المعلومات الدقيقة والشاملة كي يتمكن العقل من إعادة تنظيمها ووضعها في سياق منطقي جديد، واستثمارها من أجل الحصول على أشياء كانت مجهولة قبل عملية التفكير.
  3. التوازن في التعامل مع الأزمنة: المنهج القرآني في التعامل مع التاريخ فريد، فهو يُعرض عن التفاصيل، ويركز على مواطن العظة والعبرة. وحبذا لو وقفنا عند هذا الحد. (أوافقه)
  • Ø      “علينا أن نبدع في صياغة المناهج والأساليب والأدوات التي تساعدنا في اجتراح الواقع والقبض على المعطيات الحاضرة”
  • Ø      في ظل التغيرات السريعة يغدو التوازن مهددًا بالزوال؛ مما يعني أن البحث عن التوازن في كل جانب من جوانب حياتنا يجب أن يشكِّل العمل الذي لا نمل من تكراره.

–        التسامح والحوار وأهميتهما والطريق إليهما،ويعرض لمجموعة من الآداب الإسلامية، ويوضح مجموعة أمور منها:

  • التسامح يمنحنا الفرصة لإصلاح الخلل على سبيل التدرج في إطار تبادلات ثقافية هادئة.
  • من المهم دائمًا أن يعكس التعبير الذي نستخدمه في توضيح آرائنا ومذاهبنا طبيعة الظن، وهذا يملي علينا أن نستخدم التعبيرات التي يفهم منها أننا نتحدث عن حقائق مطلقة أو مسائل بدهية أو قطعية.
  • لا نملك فضيلة التسامح إلا لم نؤمن إيمانًا عميقًا بجدوى (الحوار) في تحسين رؤيتنا للأشياء.
  • الحوار مصدر لتغير الأفكار وتنمية الاتجاهات وإزالة الأوهام.
  • يسيء المتصلب والرافض للتسامح إلى نفسه وإلى دعوته ومنهجه من حيث لا يدري؛ حيث إن ذلك يكون غالبًا في حالة التمكن والشعور بالسيطرة. (المعارضة تطلب الحوار لتحقيق بعض المكاسب في مقابل الحزب الحاكم يعتبره مدخلًا لخسارة!)

–        بين تفكير الشيوخ والشباب:

ý     تتعاظم الخبرة لدى الكبار وتنضج التجربة والرؤى، وتكتمل القناعات، يكبلهم الماضي، في مقابل شباب يملكون الخيال وبعض التهور والتطلع إلى الآفاق البعيدة في مقابل إحساس بدنو الأجل ونفاد الطاقة لدى الكبار.

ý     يتسم تفكير الشباب التفاؤل والمرح، بينما الكبار بالتشاؤم.

ý     الشباب أكثر مواكبة للجديد يعملون وفق: “الجديد صحيح حتى يثبت خطؤه”، بينما الكبار يعملون وفق: “الجديد يعامل بتريث وحذر إلى أن يثبت صوابه”، ويظل الانفتاح على الجديد أقرب إلى الصواب.

  • نحن في حاجة إلى العمل وفق معادلة صعبة، تقوم على أفضل ما لدى الشيوخ من الأناة والخبرة وعمق التجربة. كما تقوم على أفضل ما لدى الشباب من توثُّب ذهني وتفتُّح عقلي وانطلاق روحي.

–        إن عقولنا وأجسامنا تتحرك في العادة داخل ثلاث دوائر أساسيّة:

  1. دائرة السيطرة: هي الدائرة الشخصية والخاصة والتي يمارس المرء فيها نفوذه الفكري والبدني والمالي… على نحو كامل.
  2. دائرة التأثير: هي المجال الذي يترك فيه الإنسان تأثيرًا معنويًا أو ماديًّا، كما هو شأن المرء مع أسرته ومرؤوسيه وزملائه وأقربائه وأصدقائه وجيرانه وطلابه ومحبيه…
  3. دائرة الاهتمام: هي التي تتصل بأحلامنا وطموحاتنا وأوهامنا ورؤانا ومخاوفنا. إنها الدائرة التي تعكس حيوية المعتقدات والأفكار، وما يحمله الناس من تشوق إلى التغيير والتحسين والتطوير، وما يحملونه من تطلعات تتصل أساسًا بالمستقبل.
  • التحدي الأساسي الذي يواجهنا يكمن في تجويد أدائنا في دائرة (السيطرة) وذلك لأن مسؤوليتنا أمام الله عزوجل تقع في هذه الدائرة، كما أن التقصير في هذه الدائرة هو الأكبر في حياتنا.
  • نحن في حاجة أن نتعلم كيف نستفيد من مواهبنا،وكيف نحرِّر طاقاتنا الكامنة، وكيف ندير أوقاتنا، كما أننا في الوقت نفسه في حاجة إلى زيادة قدرتنا على مجاهدة أنفسنا وتأجيل بعض رغباتنا وكبح أهوائنا ونزواتنا.
  • مصدر الطاقة العظيمة هو الصلة بالله عزوجل ورجاؤه وخوفه ومناجاته والتضرع إليه والتماس مراضيه.
  • كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يذكر الله من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس، وكان يقول: “هذه غدوتي –أي الوجبة الروحية للغدو- فإذا لم أتناولها خارت قواي”.
  • إقامة نصاب التوازن وإعطاء كل دائرة ما تستحقه من العناية والجهد يظل هو التحدي الذي يُهزم أمامه جُلُّ الناس.

–        الانضباط الذَّاتي :

ý     يعني الانضباط الذاتي تنظيم الذات، حيث وضوح الأهداف واستمرار البرامج وتأجيل الرغبات، وقد تبين أن حفز الذات على العمل يظل بعيد المنال ما لم يكن للإنسان أهداف مرحلية واضحة.

ý     المنضبط ذاتيًا يشعر أنه يدرِّب نفسه شيئًا فشيئًا على إنجاز الأمور، وإلى جانب ذلك يطوِّر خطته ويتابع تنفيذ العهود التي قطعها على نفسه.

ü      يعرف أن تحرير الإرادة يشكل أكبر علامات النصر على طريق طويل، وفي معركة حاسمة.

ü      يدرك أن تحرير الإرادة يكون شيئًا مجوفًا وفارغ المضمون إذا لم يجد نفسه قادرًا على أداء الأعمال المهمة، وإن كان يفقد الرغبة للقيام بها.

ý     حين نشعر بالمسؤولية الشرعية والأخلاقية والأدبية عن أعمارنا وعن الإمكانات التي أتاحها الله جلا وعلا لنا؛ فإننا سنضبط إيقاع حركتنا، وسنتعلم الاقتصاد في الجهد وفق الخطوة المناسبة، وسنحاول باستمرار اكتساب العادات الجيدة.

–        حين تكبر الفجوة بين المطلوب والممكن نفقد الحماسة للعمل، وفي مجال الأعمال يقولون: “فكِّر عالميَّا، وتصرَّف محليَّا” :

v     لنركز جهودنا دائمًا في دوائر التأثر؛ حيث لا يدخل في الرصيد في نهاية المطاف إلا تلك المنجزات الصغيرة والقابلة لوضع اليد عليها.

v     لن يكون في المستقبل ما يسمى بالأمم العظيمة بل سيكون هناك دوائر تضم أعدادًا من الأبطال الصغار الذين يهتمون بإتقان الأشياء الصغيرة التي بين أيديهم. إنهم أشبه بقطرات الماء التي يتشكل منها النهر العظيم.

v     كل موقع يحتله واحد منا هو ثغرة من ثغور الإسلام، ومن خلال نوعية تصرفنا وأدائنا في ذلك الموقع؛ نسهم في رفع راية الإسلام وحماية حرماته، أو نُسهم في ذهاب ريح الأمة وجعلها عالة على غيرها من الأمم.

v     مساعينا في دروب النهضة ينبغي أن تتركز في شيئين أساسيّيْن: تقديم النماذج وبناء الأطر.

  • Ø      إن اتجهنا إلى جعل الإحسان والإتقان السّمة التي لا تنازل عنها في جميع أعمالنا لتحسنت النوعية وارتقت الأمة.

–        دعوة ضمن أفق تربوي إلى طرق باب التربية السياسية والتي لا تلقى الكثير من الاهتمام في البيوت والمدارس وفي وسائل الإعلام، (وعرض الكاتب جزاه الله خيرًا أهم المفاهيم التي لا بد من تعميقها، إن أردتم أعرضها لكم ويعتمد ذلك على طلبكم J )

–        الحس الدعوي:

v     الداعية الحقيقي أو مَن يغلب عليه الحس الدعوي الحقيقي فإن الطابع العام لأنشطته هو العطاء غير المشروط، والعطاء المصحوب بالحرقة على عموم الخلق، إصلاح ديني أخروي ثم إصلاح دنيوي وليس العكس.

v     مَن يمتلك الحس الدعوي فإنه يجد نفسه مندفعًا في اتجاه جميع الناس على اختلاف مواقعهم الاجتماعية وعلى اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم.

v     حين يضعف الحس الدعوي تسود درجة كبيرة من البطالة في صفوف الشباب؛ لأنهم يفقدون المحرِّك الداخلي لبذل النصح وهداية الخلق، ويفقدون الأفق الفكري الذي يؤطر حركتهم الاجتماعية.

  • إنّ من مهام أهل الفكر والعلم أن يراقبوا وجوه الخلل في توازن المسيرة الدعوية، ويحاولوا إعادة الأمور إلى مجراها الصحيح، وإلّا فإنّ من شأن الامتداد أن يقتل الاتجاه، كما يقتل المكان الزمان.
  • Ø      إنّنا نقف على أعتاب عصر جديد يحتل فيه الفهم للسنن الربانية والفهم لطبائع الأشياء وانفتاح الذات على العلاقات مكانة خطيرة وحاسمة. ويجب ألّا نقف متفرجين إلى أن نجد أنفسنا في زاوية أكثر حرجًا وأشد ضيقًا.

 

والله ولي التوفيق

إسراء
29/جمادى الثانية/1432هـ
1/حزيران/2011م 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *