تجرُّد (02/2014م)
كالأشجار دائمة الخضرة تتساقط بعض الأوراق حين لا يكون بدٌ من تجديدها وتُقلم أغصانها لتورق من جديد؛ إنه المسلم كلما أضيف لرصيد عمره عامًا كان لزامًا عليه التخلص من بعض سلبياته؛ ليصير أكثر رقيًا في سلوكه وإيمانه، في فكره وثقافته، في رد فعله ورؤاه، في هدفه وغايته.
وأشجار تتقن فن التجرد، تنتظر حين اكتماله؛ غيثًا يرويها لتبدأ حياة جديدة؛ فإذا ما تأخر بدأت عهدها تزهر وتورق فتُشرق الطبيعة تستبق الموسم بما أودعه الله فيها؛ لتكون أكمل من الإنسان الذي حين يتجرد لمولاه راغبًا وراجيًا وطالبًا إن تأخرت الإجابة قد يقنط ويؤجل عهوده ويؤخر التغيير والعمل!
تتجرد الطبيعة ولكن الإنسان مطلوب منه أن يضيف لتجرده صدق التوكل بالثبات والاستمرار على الطاعة في كل الظروف حتى يأذن الله بالفرج حينما وكيفما شاء.
تغدو الطبيعة أجمل حين نرى أرواحنا فيها؛ تأمل ومقارنة ففهم وابتسامة.
إسراء خضر لافي
28/ربيع ثاني/1435هـ
28/شباط/2014م
