عام

أريد أن أكونَ عند الله عظيمة 02/2013م

Views: 763
أريد أن أكونَ عند الله عظيمة

انقضى شهر ثانٍ من عامنا هذا الذي استقبلته مع عائلتي بانتزاع حق نصرًا وتفاؤلًا، وفي سطوري القادمات بعضًا مما أملأ به وقتي؛ عزيمةً وعملًا وتسليةً وطموحًا، هي ليست أسرارًا وأطمع بمشاركتكم لي نصحًا أو نفعًا أو أجرًا.
 
سياحتي مع الله عز وجل
أقضي وقتًا طويلًا في التنقل بين المخيم والخليل أو رام الله، ورغم أني أحمل مصحفي وكتبًا ولكن الطريق للتأمل أجمل  فوجدتُ أُنسي في ذكر الله، في تأمل هذه الطبيعة الغنّاء، والتفكير بعد الأُنس ببعض الحلول لمشاكل تحطي بنا.
وقد اعتدتُ أن يكون لي برنامجًا أصبح في دمي بعد دعاء الخروج من البيت ودعاء الركوب، فأقطع الطريق على النحو الآتي غير منشغلة بعقده بمسبحة أو بأصابعي:
20 دقيقة استغفار “أستغفر الله وأتوب إليه”
5 -10 دقائق لا حول ولا قوة إلا بالله
5 -10 دقائق اللهم صل وسلم وبارك على محمد 
5 -10 دقائق لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمي 
5 -10 دقائق لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 
7 مرات حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
وأحاول أن لا أنسى سُنة التسبيح والتكبير وخصوصًا في المسافة بين دوار واد النار-العيزرية إلى العبيدية، فألتزم في النزول ب “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”، وفي الصعود “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر” والأصل التكبير وحده ولكن ما من مانع من الاستزادة، ويمكن ذلك على الدرج صعودًا ونزولًا وقد ننسى ولكن التدريب يعوِّدنا على أن نفتقد ذلك إن نسيناه وخصوصًا إن صار الرابط روحيًا.
أبقى كذلك حتى أصل لحالة يستقر بها شيء في قلبي، أو أستمر وأستزيد بأذكار أخرى كالدعاء، قد نفزع في المَلمَّات إلى الصلاة والدعاء ويمكننا أن نفزع بالذكر فبه سكينة القلب وانجلاء كل كرب.

السلوك والانفعال
أنشغل كثيرًا بملاحظة نفسي ومراجعتها والتدقيق على أدائها وخصوصًا نقاط الضعف أو ما أعتبره ضعفًا، ومما لاحظت وكان يلفت انتباهي في نفسي: سرعة الانفعال أحيانًا حتى إن كان على حق فرد الفعل الأول مهم، ولذلك عمدتُ لفهم ما السبب؟ 
فهداني الله لمحاضرة عن طريق صديقتي نُزهة؛ فرَّق فيها د.أحمد عمارة بين السلوك الانفعالي والانفعال، فالانفعال مشاعر إيجابية أو سلبية، بينما السلوك هو ما اقترن بمشاهدة فعل، فارتبط في أذهاننا السلوك بالانفعال، وهو عادة ما يكون من الأهل أو الأصدقاء أو التلفاز فارتبط بالعقل الباطن الذي خزّنه واسترجعه في حدث مشابه.
وبين بحثي هل سلوكي وراثة أم اكتساب ولستُ من أهل هذا المجال، لكني أستطيع أن أقول أنه موروث، فقد دققت على سلوك أعمامي وأخوالي كعائلة وإخواني ووجدتُ ذات السلوك رغم أننا لم نعاشرهم أو نعيش معهم.
أحب أن أطوِّر هذا السلوك وأحوِّله لشيء نافع ودعائي: “اللهم عرِّفني نفسي”.
 
شخصيات أرجو إجراء لقاء معها
لا زلت أحتفظ بشغفي ليكون لي برنامجي التلفزيوني الخاص يومًا، وحتى ذلك الحين فإن من الشخصيات التي أرجو إجراء لقاء معها:
أحمد منصور، وراشد الغنوشي، ففي نظري لديهما ما يستحق اللقاء، والحوار معهما سيكون شيقًا.
ولدي قائمة بأخوات تحديدًا، هن نماذج للمجتمع في ريشتهن وقلمهن وكلمتهن وصمودهن وإبداعهن، وفي لحظات تفكير كثيرة أجد نماذج رائعة تستحق التصدير ولكن حتى محيطها لا يُقّدِّرها.
في محنة والدي لدى الوقائي كنتُ وأنا أعمل لقضيته لا أرى سواه، هنا لاحظتُ كيف أن الإنسان حين تملأ عينيه قضية ما، يخفق لها فؤاده، وتستغرق تفكيره ووقته، وتتحفز لها جوارحه، يستطيع أن يُخلص ويحقق التوكل على الله تحقيقًا كاملًا بالأخذ بالأسباب وبذل كل الجهد بكل أشكاله، ولعلنا نملك أن نفعل ذات الشيء حتى مع القضايا ذات المدى البعيد.
بل نستطيع أن نعمل ونعيش ونحن لا نرى إلا الله تعالى.
أسباب كثيرة أوصلتني لهذه الخلاصة ورزق أجراه ربي على لسان مَن نحسب فيهم صدقًا وخيرًا كثيرًا.
 
هي ذي رسالتي “أريد أن أكون عند الله عظيمة“، فمهما بلغت نجاحاتي، ومهما كانت الظروف صعبة والتحديات كثيرة؛ فما عند الله خير وأبقى.
 
إسراء
18/ربيع ثاني/1434هـ
28/شباط/2013م
Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *