عام

الموت والأسرى المرضى؛ نحو عمل ميداني موحد لإنقاذهم

Views: 2577

 الموت والأسرى المرضى؛ نحو عمل ميداني موحد لإنقاذهم

مركز أسرى فلسطين للدراسات – القدس (خاص)

 إعداد:إسراء خضر لافي

 حين يخط الأسرى بدمائهم وصمودهم طريق الحرية ودرب التضحية، حين يواجهون مصيرهم أسْرًا ومرضًا حتى نيلهم الحرية؛ استشهادًا أو انقضاء حكم، وفي كل حال فإنه حُكم الله وإرادته امتحانًا لثباتهم، واختبارًا لنا نحن كشاهدين على حكاياتهم سواءً تناسيناها أم عشنا بعض فصولها أو عملنا على نقلها.

 في الأسْر تتوارى حكاية 4900 أسير وأسيرة، منهم 1400 أسير يُغالب المرض والوجع والقهر والإذلال، مسيرة الألم فالبوسطة فـ”المسلخ”، حكاية حبة الأسبرين وجولة مع المُسكِّنات إن أصغوْا لصراخ المعذَّب الذي ألهب القيد ساعديه كما ألهب صوته حناجر الأسرى ليكبِّروا ويطرقوا أبواب الزنازين!

 وبين الأسرى 25 أسيرًا مصابًا بالسرطان منهم: معتصم رداد، ورأفت تركمان وآخرون، و170 أسيرًا بحاجة لعمليات جراحية مختلفة وعاجلة؛ مثل: نور جوابرة، و85 أسيرًا يعانون إعاقات مختلفة وليس آخرهم ناهض الأقرع الذي بُترت قدمه الثانية مؤخرًا!، هذه غيض من فيض؛ إمعانًا في التعذيب وتلذذًا بأنّاتهم وطربًا بدموع ذويهم المكلومين!

 وحول تفعيل ملف الإهمال الطبي في سجون الاحتلال الصهيوني الذي يحصد الأسرى واحدًا تلو الآخر توجهنا في مركز أسرى فلسطين للدراسات بالسؤال إلى كل من د.جمال عمرو –مختص بقضايا القدس/محاضر في جامعة بيرزيت-، والكاتبة لمى خاطر، والنائب سميرة الحلايقة؛ حول آرائهم من ملف الأسرى المرضى:

 فقال د.عمرو أن “الأسير الميت خير من الأسير الحي؛ فهم يعتبرون الأسير الواحد منا بألف”، وأضاف: “موت الأسير بسبب المرض هو بمثابة طوق نجاة للاحتلال إذ موته في الأسر محرج لديمقراطيتهم”، كما أكّد أن الاحتلال لا يمكن أن يعترف بتقصيره، وما عجز عن نقله الفلسطينيون هو أن الاحتلال تعمَّد قتل الأسرى!

 فيما رأت الكاتبة لمى خاطر أن هذا الملف ينبغي أن “يكون العنوان الأول في كل تحرك إعلامي أو قانوني، خصوصًا على الصعيد الخارجي وعند التواصل مع منظمات حقوق الإنسان الدولية”، وقد نبّهت خاطر إلى عدم جواز “الحديث عن المرضى بلغة الأرقام”، وإلى ضرورة “إعداد بيانات مفصلة حول أحوالهم، وأن يظلوا حاضرين على الأجندة الإعلامية المختلفة”، وأن “تكون لهم الأولوية بالتحرير في أية صفقة قادمة أو في حال خوض إضراب جماعي داخل السجون”.

 فيما رأت النائب سميرة الحلايقة أنه يجب الإفراج عن جميع الأسرى المرضى، وقالت بتعجب: “كان من المفروض أن تطالب بهم السلطة!”، وأضافت في سياق متصل أن الفعاليات في غزة والضفة لا تجسد هذه القضية كما يجب، فقد كانت “فعاليات رفع عتب” ولم تشكِّل عملًا ضاغطًا على الاحتلال من خلال المؤسسات الحقوقية المختلفة.

  ودعت الحلايقة إلى أن تكون أي فعاليات تحمل هذه القضية ذات استمرارية لتحقق جدواها وتشكِّل ضغطًا على الرأي في الشارع “الإسرائيلي” والفلسطيني، كما دعت لضرورة جرد المؤسسات القائمة والتي تحمل قضية الأسرى وإعادة هيكلتها ووضع خطط بديلة لمعالجة ترهلها.

 وإن كان نظريًا هو كلام جميل ولكن ينطوي عليه عمل كثير لمن سيحمل على عاتقه همّ ملف الإهمال الطبي بشكل خاص، وملف الأسرى والأسيرات بشكل عام، فما دام هناك احتلال فهذا يعني استمرار عمليات المداهمة والاعتقال والإفراج.

 ومن ناحيتنا في مركز أسرى فلسطين للدراسات فإننا ندعو لتشكيل جبهة موحدة تضم كل الناشطين في هذا المجال، وكل المؤسسات لعمل ضخ مركَّز لتوجيه وتغذية الشارع، وترجمة التقارير المنشورة إلى عمل جاد يضع الجميع أمام مسؤولياته، بل ويوجب على كل فرد في المجتمع أن يحمل منه جزءًا استشعارًا بالمسؤولية ورفعًا للألم الذي تعيشه العائلة المجاورة؛ فلا يكاد شارع يخلو من حكاية أسير أو أسيرة.

 وكما يدعو مركز أسرى فلسطين للدراسات لتشكيل غرفة ميدانية تمارس عملًا ميدانيًا واجتماعيًا بالإفادة من خيمة الاعتصام الأسبوعية وتسيير قوافل تعريفية تتوجه للمؤسسات والأسواق والجامعات والمدارس تعريفًا بالقضية وتضامنًا مع رواد هذه الأماكن ممن ينتمون لعائلات الأسرى.

 هذه القضية لن تبلغ مداها وتناولها مقصور على أحاديث الإعلاميين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، هي هَبَّة مطلوبة لتحقيق عمل نوعي وعصري منظم وموحَّد طالما الهدف واحد.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *