أوراق جديدة
أوراق جديدة
تشهد الأشجار كالحمضيات ظهور أوراق جديدة كل فترة، تجذب الرائي وتلفت الانتباه بلونها المختلف وتدفعك لتراقب تشكلها حتى تنسجم لونًا وحجمًا مع بقية الأوراق التي سبقتها نموًا، لكنها تأخذ وقتها إلى ذلك الحين، فتحصل على فرصتها في لفت الانتباه جنبًا إلى جنب مع ثبات بقية الأوراق السابقة في مكانها ما لم يعترضها عارض مرضي يُسقطها أو يسبب لها ضمورًا.
الإنسان في دوائر الحياة المختلفة، في علاقاته التي تتشكل كل فترة، في مؤسسته التي تستقبل الجدد وتطلبهم، في صراع تدافع مستمر؛ فالجدد في أي ميدان لهم بريق كتلك الأوراق تمامًا، تجربة غضّة، خبرة منعدمة، محاولات لإبداع وإثبات ذات، وربما لجذب اهتمام، وتفوق على محيط، كلها متوفرة بغزارة فيهم، فيمَ يرمقهم القدامى أو السابقون بمحاولات تحليل وغيرة أحيانًا، وانتقاص في أحيان أخرى، وهذا يبقى في الإطار الطبيعي ما لم يغيِّر سلوك القديم إلى السفول والتراجع في الأداء.
فإذا كان أي مجتمع عمل يتطور ويبدأ بالإنتاج مع حالة الانسجام فإن الخلل النفسي الذي يسبب ضمورًا وانسحابًا أو يُنتج صراعًا لن يوفر هذه البيئة.
ليأخذ كل إنسان فرصته في العمل، في الظهور، في تحقيق الذات، وحتى في التنافس، فالجديد لا يبقى جديدًا، والقديم لا يعيبه أسبقيته؛ بل توقفه عن العطاء.
ولكل فترة ثورة ولكل ثورة فترة “من الفتور”، ولتستمر دورة الحياة.
إسراء خضر لافي
08/صفر/1436هـ
30/تشرين ثاني/2014م
