قبل السقوط
قبل السقوط
كل شيء حين يأفل نجمه يمر بفترة تسبق السقوط المدوِّي كالشجرة الباسقة الوارفة إن نخر فيها السوس تستمر زمنًا .. يراها الرائي مكانها وفي داخلها يتأجج الصراع .. حتى يتمكن منها فتسقط ويدلُّنا صوت السقوط وهيأته على الفاجعة! .. ولنتدبر قوله تعالى: “فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته” سبأ:14..
كذلك هو الإنسان إنِ ارتكس .. والمجتمع إن تخلف .. والدولة إن سقطت ..
شروق وأفول .. صعود وهبوط .. قمة وقاع .. تمدد وانكماش .. فالنهضة* لتبدأ مرتبطة بالروح وانضباط الغريزة .. والأوج مرتبط بالعقل؛ إبداعٌ وانتشار وعلم وعمل .. فإن بدأت الغريزة بالاشتعال بدأ عصر الأفول؛ غريزة الشهوة؛ شهوة المال والسلطة والتكاثر…إلخ ..
فإذا أردنا أن نؤرِّخ بدقة فلنعُد لما قبل إعلان السقوط ولنشهد الأسباب والظواهر .. لنفهم سُنة التداول ونعرف كيف يمكن أن نحصِّن إنجازاتنا القادمة بعد الوصول إليها ..
كم من إنسانٍ كان وسقط في امتحان الدنيا؟ ..
وكم من مجتمعات تملك الإمكانيات لكنها معطِلة لعقولها غافلة لاهية؟! ..
وكم من دول إسلامية سقطت قبل إعلان السقوط؟! ..
التاريخ لا يكرر نفسه ولكن البشر لا يعتبرون ولا يعقلون قوله عز وجل: “قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة” العنكبوت:20 .. وقوله: “نحن نقص عليك أحسن القصص” القصص:3.
فيا رب اجعلنا ممن يعتبرون ويصدقون النية والقول ويحسنون العمل ..
– التاريخ الإسلامي لإعلان كسوف شمس الإسلام عن الأندلس يوافق: 02/ربيع أول/897هـ ..
02/ربيع أول/1435هـ
03/كانون ثاني/2014م