عام

أصوات المرجفين

Views: 399


أصوات تخذيل وتثبيط، وإشاعة لروح الانهزام والفشل، ونشر للثقافة السلبية، بل إنها في كثير من التعبيرات تصل إلى حد منافاة الإيمان بالغيب، وفي بعضها تتلبس بثوب النقد، أو التجريح، وكلها تدعوك للتواكل، وترك العمل ..

يقولون: ما الجدوى؟ ولا معنى لهذا النشاط أو ذاك، وما فائدة المشاركة؟ وما فائدة التصويت فالنتيجة محسومة؟ ..

تمامًا كمن يقول: لماذا أدرس؟ فلن أنجح، لماذا نخرج في رحلة؟ يمكن نعتقل، لماذا نزرع؟ لن يثمر، لماذا نتضامن؟ فلن يخرجوا! ..

ومَن طلب منكم أن تضمنوا النتائج قبل أن تعملوا وتقدموا بين أيديكم؟ ..

حسنًا؛
لماذا تصلي فأنت لم تضمن الجنة؟! ولماذا تعمل فراتبك قليل؟ ولماذا تأكل فالجسد عليل! ..

ولماذا تصحو من نومك فأنت زائد عابث على حياة الآخرين، لا تملك إلا حروف الاستنكار والتحقير والتخذيل عن الحركة والعمل! ..

والبعض ما درى أن النار من مستصغر الشرر، وأن الجبال من الحصى، والبحار من الجداول والأنهار؛ ابتدأت بقطرِ غيث تنزل من السماء برحمة من الله المتعال! ..

إخواني، وأخواتي ..

لو أننا نضمن النتيجة فما جدوى العمل؟ وما جدوى السعي؟ والقاعدة “وقل اعملوا” ولم يقل اقعدوا أو تكلموا ..
حين يبلغ القنوط في قلوبنا مبلغه؛ نفقد الحماسة المتقدة وبالتالي يصبح لا جدوى من أي شيء، بل أحيانًا فشلنا في إنجاز ما نلزم به أنفسنا أو تقييمنا السلبي لبعض الأشخاص يدفعنا لنكون من الأصوات المرجفة! .. وربما تكون مقدمات حالة اكتئاب بفقدان المعنى لكل شيء ..

هي دعوة لنكون معاول بناء لا هدم .. دعوة لنشد على أيدي بعضنا .. لنصوب ونشجع ونشارك .. ولنترك كثرة الكلام فقضايانا تحتاج تشمير سواعد لا سنِّ ألسنة ..

مشروع التحرير يحتاج منا الوقوف بجد والعمل بحزم وعدم الوقوف إلا للتطوير..فمن يعنيه هذا المشروع الكبير فليكن قطرة في جداوله وأنهاره، ومن لا يعنيه فليلزم همه الشخصي ولا يجعل نفسه حجر عثرة تحول دون تقدم إخوانه..

 

إسراء خضر لافي

08/رجب/1435هـ
07/أيار/2014م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *