عام

فلسطينيو 48 والقدس: فاتورة الوقوف مع غزة

Views: 1118

فلسطينيو 48 والقدس: فاتورة الوقوف مع غزة
فصل من العمل والدراسة وضرب لسماع أغنية

غزة وهي تعيد تشكيل الوعي الفلسطيني والإسلامي، وهي تعيد رسم حدود الوطن؛ فإنها تسترد نبض الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م، الذي التحم مع غزة منذ اللحظة الأولى بكافة الأشكال، وبدأ يدفع فاتورة التضامن فرديًا في حملة تحريض مسعورة؛ لتصبح الكلمة على موقع التواصل الاجتماعي أو مجرد الإعجاب بمنشور يعزز موقف غزة ويبتهج للإثخان في الاحتلال؛ كافيًا ليفصل الفلسطيني من عمله؛ أو ليُحال للتحقيق، أو ليُمنع من دخول كليته ويعاقب باسترداد المنح، وليصبح مجرد الاستماع لإحدى أغاني حماس سببًا كافيًا للضرب من قبل الشرطة.

رجاء العموري المقدسية والتي تدرس هندسة أحياء في كلية هداسا؛ كتبت تعليقًا في 19 تموز على فيسبوك مفاده أنها تتمنى لو أن جميع الجنود الإسرائيليين المشاركين في العدوان يرجعون جرحى أو قتلى جزاءً على المجازر المتتالية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في القطاع؛ لتفاجأ بعد يومين بوصول رسالة رسمية تفيد بقرار إبعادها عن الكلية، ورسالة أخرى من قسم الجباية يطالبها بتسديد المنح التي حصلت عليها مقابل ساعات عمل وقيمتها 6000 شيقل، كما تم رفع دعوى عليها للشرطة وتلقت العديد من رسائل التهديد من طلاب يهود يدرسون في الكلية مليئة بالشتائم والسباب.

أما الممرض عامر محاميد والذي يعمل في مستشفى “تل هاشومير” في قسم العلاج المكثف للأطفال، تم تحويله إلى لجنة استماع بسبب أقوال له على الفيسبوك أشار فيها إلى أن ما يقوم به الاحتلال في غزة هو جرائم حرب، وحين لم يذهب إذ طلب تأجيل الموعد ليتسنَ حضور محامٍ معه؛ تم استبعاده عن العمل لأسبوعين وتحويله إلى مندوبية شؤون الدولة.

وفي ذات الفترة فصل رئيس بلدية اللد موظفة عربية وهي عاملة اجتماعية من منطقة المثلث الشمالي وذلك بعد تعقيب نشرته على الفيسبوك تعبر فيه عن فرحتها بقتل 13 جنديًا صهيونيًا وهي ذات الليلة التي أسر فيها القسام جنديًا؛ وقد علق رئيس البلدية على ذلك بقوله: (ابتداء من اليوم فقد ولى العصر الذي تعمل فيه إحدى اليدين تستمد قسيمة راتب محترم وتحمل شعار الدولة أو البلدية واليد الثانية تخون وتتمنى هزيمة الدولة وهي تتقاضى راتبها منها).

وفي حملة استفزاز للمواطنين العرب قام يهود باقتحام صيدلية ومهاجمة فتاة يعمل والدها فيها لأنها قامت بالإعجاب على منشور يتطرق لمقتل الجنود في غزة، وصوروا الحادثة كفيديو ونشروه على صفحات معادية للعرب.

وفي حالة تعكس حجم التأثير النفسي لضربات المقاومة في غزة؛ قامت الوحدات الخاصة التابعة لشرطة الاحتلال في باب العمود في القدس بالاعتداء بالضرب وسب الذات الإلهية على الشاب خالد أبو عمر من كفر عقب؛ بعد إيقافه والتحقق مما يسمع في سيارته حيث كان يسمع أغنية (زلزل أمن إسرائيل).

هذه الحالات التي نُشرت في الفترة 19 – 25 تموز، وربما في مجتمعنا الفلسطيني المحتل الكثير مما لم يصل للإعلام ولا زال حبيس الصدور؛ خوفًا من العقوبة أو لأسباب اجتماعية.

وقد أكدت التقارير والأخبار المنشورة التي وثقت هذه الحالات أن اليهود يعملون من خلال مواطنيهم ومجموعات من الطلبة اليهود وموالين لهم على مراقبة صفحات العمال والطلبة العرب وتتبعها وفي حال وجدوا ما يخالف الجيش، يقومون بنشره ومطالبة المشغلين بفصل العمال أو الاستبعاد من الدراسة، هذا وغيره يحصل في دولة تدّعي أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة!.

سابقًا دفعتِ الضفة ولا تزال ثمن الانحياز للمقاومة ولاختيار حماس ففصلت السلطة مئات المعلمين لأسباب سياسية، وحاكمت شباب لمجرد تعليق على فيسبوك، وقمعت مسيرات خرجت نصرة لغزة إبان حرب الفرقان والعصف المأكول، وخلف الجدار يدفع أهلنا في 48 أثمانًا مقابلة لمجرد الوقوف ضد العدوان على غزة، ولمجرد الشعور بالألم لمصاب إخوانهم أو لتأييد المقاومة.

الوحدة الشعورية التي نسجتها المقاومة ببراعة في لوحة فلسطين الكاملة تعزز وحدة الشعب ووحدة الهمّ فوحدة المصير.

إسراء خضر لافي
03/شوال/1435هـ
30/تموز/2014م

*في الصورة الكتاب الذي وصل رجاء العموري.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *