عام

انعتاق

Views: 1943

المنغمس في فكرة حتى شحمة أذنيه وأكثر؛ حتى صارت أنفاسه ودمه وغذاءه وكذلك دواءه؛ هذا النوع وفيه درجات، له عالم خاص به، من خلاله يحكم ويرى ويبني تصوراته وحتى يعبِّد طرقاته ..

فإذا تعرض لعوامل كثيرة مفاجئة أو متدرجة فتسببت في فتح نافذة على أفكاره يتسلل منها النور، فإنه ينتفض، فإما يغمض عينيه بيديه محاولًا تقليل درجة السطوع، وإما يبتسم وينشط وكأن هذا ما كان يبحث عنه، وإما يبحث عما يدثره فيحجب عنه الإشعاع ولا يلغي أبدًا حدوثه! ..

الناس حين تفاجئهم أفكار لم يعتادوا عليها؛ إما تعيد ترتيب الفوضى والتناقض في داخلهم -تعديل-، وإما تخرج منهم كائنًا جديدًا أفضل مما كان عليه -تطوير-، وإما يستسلم للتناقض والصدمة فينسحب -هدم- ..

نحتاج بعض الرحمة في الخلاف وفي تدافع الأفكار والآراء، والكثير من الاحتواء والتفهم، نحتاج الوقت الكافي كاملًا ليسكن فيه الألم ويبرأ ما كان الزمان سببًا في تكلسه وحجبه عن الضياء ..

حين نخلق لأنفسنا عوالم نعيش فيها ونقتات عليها كما تقتات علينا؛ يصعب أن ترى كيف تبدو الحياة خارجها، وكيف يمكن أن تنصهر لتكون من رحم المجتمع وإليه؛ لهذا حجم الألم حين تكون صدمة الأفكار من خارج عالمك أكبر، بينما فيها الكثير من الحب والحرص حين تأتي من صميم عالمك، من مجموعك الذي يحرص عليك ..

إسراء خضر لافي

25/شوال/1436هـ

10/آب/2015مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *