عام

سياسات الشبيبة في الدعايات الانتخابية الطلابية في 2017

Views: 2673
قبل عام من اليوم عنونت لمقال حول سياسات حركة فتح لخدمة شبيبة بيرزيت على مستوى الممارسات، لكن اللافت هذا العام أن الممارسات في الدعاية الانتخابية عمادها طلبة الشبيبة أنفسهم، بدعم من عدة أطراف، تتفاوت حسب المكان.
 
ففي هذا العام حرصت الشبيبة على الوقوع فيما أنكرته سابقًا على خصمها الإسلامي؛ ففي جامعة النجاح مثلًا: قامت بأسلمة الخطاب من خلال استخدام بعض الآيات وإن كانت في سياقات خاطئة؛ كقوله تعالى: “صفراء فاقع لونها”، “إن ينصركم الله فلا غالب لكم”، كما استخدمت المساجد للدعوة لانتخاب الشبيبة وهي التي لم تُستخدم يومًا للدعوة للتصويت لفئة دون أخرى!
 
إلا أن الأكثر اشمئزازًا هو الركوب على تضحيات الأسرى وإضرابهم واستغلاله للدعوة للتصويت لهم تحديدًا في أكثر من موقع سواء في الدعاية الانتخابية أو رسائل الجوال القصيرة، رغم أنه إضراب جامع لكل فئات الشعب الفلسطيني وفيه قيادات من حركة حماس وممثلي الكتلة الإسلامية ونشطائها، فيما أعطى انعكاسًا سلبيًا تجاه قضية الإضراب والتي لا تحفل بصراعات الانتخابات بقدر حاجتها للالتفاف الجماهيري والذي فقد مقوماته هذا العام في ظل الصراعات المختلفة والتي جعلت من الإضراب مادة وأداة لتحقيق مصالح فئوي محضة سواء فيما تعلق بالشبيبة في الجامعات أو فتح في الانتخابات المحلية وحتى في خيام التضامن التي حرصوا فيها على إقصاء المخالفين لهم في بعض المواقع.
 
تزامن هذا مع تكرار اعتراض الأجهزة الأمنية للمواد الدعائية والرايات المتعلقة بالكتلة الإسلامية أثناء توجهها نحو الجامعة في كل من النجاح وبيرزيت، فيما في البوليتكنك تم إزالة الرايات يوم الدعاية من خلال شارع خلفي لسور الجامعة، في تساوق واضح لم يصدر تجاهه موقف من إدارة وعمادة شؤون جامعة البوليتكنك تحديدًا، والذي قابله عدة مواقف من عمادة الشؤون في النجاح بتهجم صريح على الكتلة الإسلامية، إضافة إلى منع مسيرة الكتلة في يوم الدعاية الصامتة مقابل السماح لبقية الأطر، فيما اشتركت جامعتي النجاح والبوليتكنك بمنع مجسمات الكتلة الإسلامية، في سلوك لا يُفسر إلا عداء وانحيازًا لطرف دون الآخر.
 
أما أساليب التخويف والتهديد والإشاعة فثلاثية قديمة – جديدة تُستدعى في كل موقع وتختلف في كثافتها ومساحة انتشارها، ومما كثُر في العامين الأخيرين الاتصالات الهاتفية باسم مخابرات الاحتلال سواء حقيقة أو انتحالًا بتهديد الطالب بالاعتقال إن شارك في الانتخابات، اعتبرها بعض مَن تعرضوا لاتصالات التهديد بأنها اتصالات مزورة من قبل الشبيبة والأجهزة الأمنية لأن حجم التهديد كان عاليًا؛ كالتهديد بهدم البيت! والاحتلال لا يهدم بيت إلا من قتل منهم أو لأسباب متعلقة بالترخيص مثلًا، وليست آخر الاتصالات انتحال صفة مؤسسة منح للضغط على الطلبة لعدم المشاركة.
هذه الاتصالات لم تستهدف فقط الطلبة في الجامعات بل بعض النشطاء السابقين، أو الخريجين الجدد، ولم يكن الهدف منها سوى خفض نسبة المشاركة في الانتخابات، انخفاض في غالبه يصب في صالح الشبيبة فقط.
 
أما نشر الإشاعة والتخويف والتعاطي معها فيسهم في تعزيز التهديدات اللاحقة؛ والملاحظ هو استخدام الإشاعات ذاتها كالتخويف من فرض الحجاب، أو أن الكتلة الإسلامية تنبذ غير المحجبات، أو بث خطاب الكراهية من قِبل الشبيبة لدى الطلبة المستهدفين بما يعزز صناعة حاجز بين جمهور الطلبة والكتلة الإسلامية، ثم التلويح بفقد حقوق الإنسان مثل الحق في السفر والعمل في حال شارك في الانتخابات أو نشط مع الكتلة الإسلامية تحديدًا.
 
إلا أن أكثر ما يثير التساؤلات هي وعود الشبيبة للطلبة في جامعة بوليتكنك فلسطين بوضع علامة ناجح لمن يخشى رسوبًا في مادة، أو إن كان يرغب في الحصول على 90%! وهذا يضع علامة سؤال على الهيئة التدريسية والتي أهينت سابقًا حين طرد رئيس مجلس طلبة الشبيبة محاضرًا من محاضرته!
 
أما من حيث المادة الإعلامية المنشورة فإلى جانب إعادة إنتاج مواد يغلب عليها تقليد الكتلة الإسلامية في جامعتي النجاح وبيرزيت، فإنها في مجملها ركيكة تفتقر إلى التجديد، والكاريزما، والفكاهة، وملأى بالاستخفاف بالطالب؛ من مثل: فيديو الأحا، وطالب السنة الأولى، ومداهمة الاحتلال، ولمين صوتك، وغيرها.
إضافة لرسائل الفيسبوك والتي تدعو لانتخابهم ولكن مشفوعة بتشويه الخصم والتذكير بأحداث غزة وكأن فتح لم تفعل شيئًا!
 
خلاصة:
الوسائل الدعائية التي تستخدمها الشبيبة تستهدف التخويف من الآخر وهذه تستخدمها طوال العام، بينما ما يرتكز على الحقوق الفردية والرأي العام كالتهديد بمنع السفر أو عدم التوظيف أو الاعتقال فإنها تتكثف فترة الانتخابات.
 
إلا أن المشكلة الحقيقية فيما سبق تكمن في المستَهدفين الذين جعلوا للشبيبة عليهم سبيلًا، وتحت حجج عدم الرضى بأي طرف انصاعوا للخوف والتهديد، فيما لم تكن المشاركة ستؤذيهم، لأن الحرب الدعائية تستهدف فقط التهويش.
 
ومن ناحية أخرى فإن أغلب المستهدفين والمضطهدين بالخوف والترهيب والتخذيل عن المشاركة في جزء منهم كانوا أداة من أدوات الشبيبة والأجهزة الأمنية، من حيث العمل على تسويق دعاية التهديد؛ فحين تتعرض للتهديد ثم تنشر التهديد في فترة الانتخابات تحديدًا فأنت تساهم في اتساع رقعة الخائفين من المشاركة.
 
ما دامت الوسائل لم تتغير فالمشكلة في وعي الطالب، ثم في الأطر الطلابية التي في بعضها لا تفهم معنى وجودها ولا أهدافها سوى أن تكون عصا للأجهزة الأمنية للتغول على زملائهم باسم الحركة الطلابية، ثم في إدارات الجامعات التي لم ترتقِ بأسلوب طلبتها ولم تكبح جماح التغول، وليس أخيرًا المشكلة في المجتمع الذي لا زال يرفض على استحياء الممارسات الدعائية الغبية منها والعنيفة؛ فلا حق لأحد بالتدخل في حرمان أي شخص حقوقه كإنسان، ولا من حق أحد التأثير على حرية الصوت الانتخابي تحت سقف ادعائه بأحقيته دون غيره بالسيطرة على الواقع العام بهدف التعطيل لا البناء.
 
13 شعبان 1438هـ
10 أيار 2017مـ
Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *