في السجن – الجدوى
في السجن غاب عني السؤال عن الجدوى لأن الكلمة فيه كانت بتفرق، والثبات بفرق، ولو لم يشكل فارقًا إلا الصمود على مبادئك لكفى.
هذا السؤال برا السجن يكاد يقتلنا ويفتت كل بارقة أمل في النفس، ويضيق الأفق، ويشعرك بانعدام الوجود، وكأن الحضور والغياب معه سيان.
هذا السؤال الي بنفطر وبنتغدى ونتعشى عليه، والي بنقعد وبنقوم وبنمشي واحنا بنسأله.
يمكن هالسؤال جوهري للناس الي بصميم عقيدتها فش إلا حل واحد لكل مشاكلنا، حتى نستقر ونحصل ع الأمان والحرية الحقيقية، إنه نتحرر، وكل شي بنقارنه بتحقيق هذه النتيجة والقرب منها، لأنه كأفراد بنعاني من اضطهاد وملاحقة ومحاربة ع نطاقات مختلفة ومش متهنيين بالعربي بأي شي!
لكن الناس المستفيدة من فساد المفسدين، والي مصالحها ما بتتأثر بالمرة، والي بتحصل ع سفريات وشهادات ورواتب ومناصب، وماشية حياتها، ما بخطر ببالهم أصلًا سؤال الجدوى، لكن هذا السؤال يصحو فجأة لو كان في قانون أو خطر سياسي اقتصادي محدق!
ع كل الأحوال .. دراسات الجدوى الاقتصادية في بلادي كذابة وبلا جذور، لأنه لو حقيقية وبتاخذ بالحسبان احتمالات وتأثيرات الواقع السياسي بنطلع بنتيجة إنه فش إلا حل واحد وطريق واحد.
وأي نعم .. فش جدوى .. وفش فايدة .. لكن رح نعيش وننبسط بالبلاوي، وبحالات الزهق، وموجات الكآبة، وانعدام الوجود، وننسجم مع الربيع والنوّار وكل مخلوقات الله ..
ودوري يا دنيا.