في السجن – صباحات
في كل صباح من صباحات السجن كانت تلاقينا ابتسامات الأسيرات الصغيرة ويدان مفتوحتان لاحتضانك، ونثر البهجة وتلمُّس مزاجك ومشاعرك، وأي طاريء قد يستجد بين إغلاق الفورة مساء اليوم السابق حتى صباح اليوم التالي تقريبًا غياب 15 ساعة.
كنت من الناس الي تستهجن قصة الأحضان اليومية، وأتنكد منها، وأجامل فقط مجاملة، السبب؟ ممكن إنه عدم الاعتياد، وممكن الاستهانة بأثرها، وممكن ما كان في علاقة محبة، أو كانت قيد النمو والصناعة (بكل صراحة)
لكن في الشهور الأخيرة يعني 3 أو 4 شهور، صرت أحب هيك صباحات، صباح الخير، وابتسامة، وحيوية، وحضن لطيف بريء، حتى إني ظليت أفقده وأفقد صاحباته، فسبحان مَن أوجد الرقة وتعلمها في قلب خشونة السجن وظروفه!
مع كورونا الحضن ممنوع، لكن لا شيء سيغير نقاء ابتسامة الصباح، وجولة الاطمئنان الصادقة، حيوية أنسام وشروق وأمل ونورهان ومرح وملك وعيرهن من صبايا احتضنّ آلامنا وأفراحنا، وكنّ جزءًا لا ينفصل عن همنا اليومي فرحًا أو حزنًا، داخل السجن وخارجه.
إيــــــــــــه شو في أشياء تغيرت فيّ وفينا
دعائي بالسلامة لكل الأسرى والأسيرات، ولكل الناس
كل التحية والحب والدعاء