ريحة البحر والسجن!
في ليلة من ليالي السجن سمعنا صوتًا ، فصرنا نحلل شو ممكن يكون.
أنا من المقتنعات تمامًا إنه الصوت بشبه صوت الباخرة.. ياااا سلام.
وبدأت التفسيرات ….
آه البحر قريب منا وممكن نسمعه، معقول؟
وكان الصوت حديث الزنازين في اليوم الثاني والثالث لأنه تكرر بأوقات مختلفة.
وسبحان الله يكون واضح لما تتسكر الزنازين قبيل المغرب.
وبعد عدة أيام.
خلال جولة السجانة نهارًا، سمعت الصوت، فلما سألت:
طلع مصدر الصوت “الحنفية” في زنزانة “9”، بالتالي كل ما حد يفتحها يطلع الصوت.
النهفة كل ما يجي تبع الصيانة يروح الصوت وكأنه كذب تقول متآمر عليهم والا علينا مش عارفة
وانتهى حلم جميل بالبحر، حتى الرائحة المتخيلة ذهبت أدراج الرياح، وبقي جمال ضحكاتنا على أنفسنا وتفسيراتنا، ولم ننتبه كيف أن صوتًا واحدًا تكفل بحملنا على متن باخرة تنطلق من ميناء حيفا أو تقبل إليه، تعيدنا إلى بلاد أُخرجنا منها، أو تعيد إليها وإلينا أهلًا شتتهم اللجوء ولا زال المفتاح والحلم والأمل حاديهم وحادينا.