الفرق بين الحجْر والسجن؟

في السجن إنت في عالم مغلق ولكن أشخاصه مفروضين عليك، سلوكهم، ثقافتهم، الاختلافات في كل التفاصيل، كلها بتسبب حالة عدم وفاق ولو في العقل الباطن، وفي حديث النفس.

في البيت إنت مع أهلك، ناس تعودت عليهم حتى لو انشغلت عنهم بفوضى حياتك الخاصة ومشاريعك وأشغالك.

في رابط بين الاثنين؛ إنه إنت بتكتشف فعليًا أهم دائرة في حياتك الي لازم تعطيها من وقتك، من عطائك، من حبك، من اهتمامك، وهم بالدرجة الأولى الي ساكن معهم، أو قرابة درجة أولى، وبعدها الأولى فالأولى، وممكن توصل أصحابك وممكن لا، لكن مش ممكن تقفز عن أسرتك فاستغل كل جزء من الثانية معهم

لكن بشكل أساسي بتقدر تكتشف تفاصيل كثيرة بتسعها اللحظة من عمرك، حتى تبدو اللحظة طويــــــلة بشكل غير مسبوق، ولهيك لما نيجي نحكي عن لحظة عشناها في السجن بنكتشف إنه اللحظة تتضاعف، أو اللحظة طول عمرها مليانة بس ما كنا نوقف معها رصدًا وتقديرًا وحصرًا .

وبتكتشف كم من وقتك مهدر بدون إنجاز سابقًا لكنك كنت بتتوهم، وكم في وقت بتضيعه عن قصد وبتلاقي له مبرر، في شغلك، مع أصحابك، قدام التلفزيون، مع شاشة جوالك.

ورح تكتشف شكل حياتك، وشو المهم فيها وشو المش مهم، صح مش الكل رح يرجع يرتب حياته، لكن ع الأقل رح يدرك إنه حياته السابقة مش هي الحياة الي لازم يعيشها أو مش هي أفضل ما يمكن عيشه لمرة واحدة.

ورح تكتشف إنه ممكن تعيش ببطء وحتى لو في شي من النمطية، يعني فرصة تروق بالك وتهدي أعصابك وتاخذ نقاهة من دوامة الحياة التي لا تنتهي.

وفوقها رح تكتشف كم كنت تقضي وقت ع مواقع التواصل وع التعليق هون وهنا، في ناس ممكن فعليًا تقلل وتعتزل وتلاقي إنه مواقع التواصل بتوترهم وبتزهقهم، لكن في ناس ما رح تشوف ولا تنتبه حواليها وتقرر كمان مرة تغرق أكتر وأكتر في مواقع التواصل كفرصة لتعويض جزئي عن “التواصل” بسبب مصطح التباعد الاجتماعي، عاد بقول لو سمعنا صوت بعض باتصال أحسن 100 مرة من إعجاب وتعليق ممكن بالآخر هو مجرد سلوك نمطي لا يحمل أي مشاعر مع الوقت والاعتياد.

والحجر فرصة لتزبيط العبادة مع الأسرة، ولتعمل برنامج لنفسك سواء مع قرآنك أو قراءاتك أو رياضتك أو حتى التفكير بصوت عالٍ بالمشاركة مع أهلك.

هي فرصة لها ما بعدها فرديًا وجماعيًا وعالميًا.

مش معقول ربنا بكتب ع العالم كله يعيش تحت نفس الظروف بدون حكمة وتهيئة عالمية هالمرة.

لكن في ناس رح تدخل وتطلع بدون شي، وناس قليلة جدًا رح تستثمر كثير أو شوي، وناس ما رح تعيش لتطلع بشي.

وربنا يرحمنا ويغفر لنا كلنا.

……

وفش إشي بشبه السجن إلا السجن.