عام

دعوة وهمة

Views: 1478

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد
تحية بمسك الشهداء معطرة
بآهات الأسرى وذويهم محمَّلة
بجراحات الجرحى مثخنة
بعذابات اللاجئين ممزوجة
بحبات قلبي وقطر عيني مغلَّفة

اشتقتُ إليكِ
لصفحةٍ مسيرتها ابتدأت منذ خمسة أشهر
رسالتي الخامسة محاولة على الدرب
قد تكون خيط وصل لا أريد له أن يُقطع مهما ضعُف
ولكني دائمة الشوق والعطش ولا أجد ما يرويني

في ذكرى النكبة التي قد انقضت ، طوت عاماً آخر ولا زلنا ننادي بالقضية
ولا نعلم مَن منا تذكر ومَن نسي وأهمل
ولكن الواجب ما سقط عنا
فهل ذكرنا أهالينا وعشنا معهم الذكرى أم اكتفينا بخبر عابر في حصاد؟!

أحياناً نختلي بأنفسنا ونفكر أننا لا نملك أن نقدم ما يحرك عجلة قضيتنا
ولكن الحقيقة هي في رجع الصدى الذي دوماً ينبؤنا أننا نملك الكثير ولم نستنفذ منه شيئا

نملك أن نعد أنفسنا ونسلحها بالمهارات اللزمة
نملك أن نقرأ في تاريخنا
نملك أن نسجل خواطرنا
نملك أن نخطط للحلم الذي يسكن فكرنا
نملك أن نصنع مشروعا مع صحب كريم
نملك أن نستفيد من كل نعمة أنعمها الله قبل أن يبتلينا بها لأننا لم نؤد حق شكرها

كم نستصغر أنفسنا ونحن ما وجدنا إلا لنكون عمالقة بأفعالنا وهمومنا مترفعين عن الدنايا والسفاسف

أختي يا شطر الفؤاد
هل يعقل دوماً أن نسطر ونتبادل الحديث عن الآمال ونحن عن الفعل أبعد؟
وهل يعقل دوماً أن نكتفي بحذف ما يصلنا دون عبرة أو قرار؟
هل نرضى حياة نُسام فيها ذلاً ويراد لنا أن نصبح عبيادا والله خلقنا عباداً له؟

دعوة لنتحرر من قيودنا النفسية
ولنطلق لعقولنا العنان
وللصدق المتربع في قلوبنا ليحلق بنا إلى هناك
حيث رقد مَن نحب

هناك مَن فقه معنى حياته وقضى شهيداً ومنهم باسم التكروري ومجاهد الجعبري الاستشهاديين اللذيْن قدما أرواحهما لبارئهما في شهر أيار وفي يومٍ واحد في القدس وقلنديا وليكتب تاريخنا قصصهم ونحن لا زلنا نغالب الحياة فتارة تغلبنا وتارة نغلبها ونسح الدمع على فوات فرصة وننسى الآخرة وبيعتنا الكبرى

هي دعوة لعودة نبدأ أو نستأنف بها كل منا لوحده
ولا بد يوما ان تجتمع الجهود وقد تشكل نهراً أو بحراً
فلا زال ينتظرنا الكثير للإعداد
قرآن ربي تحويه صدور وفهم في العقول وترجمة بالجوارح
وتعلم سيرةٍ واستنان بسُنة وصدق اتباع للحبيب صلى الله عليه وسلم
واقتفاء أثر سلف وصحابة أبدعوا وصدقوا وسبقوا
وترتيب أولويات وتحديد ما يمكن الافادة منه
واستثمار وقت كي لا يضيع فنضيع بعده

سأبقى بإذن الله ما استطعت على عهد التواصل
وإلى أن ألقاكِ في الشهر القادم
لكِ مني تحية ودعاء

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *