عام

إشراقات -2 /2012م

Views: 1999

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد
تحية لقلوبكم؛ لعطائكم؛ لأحلامكم
تحية تعانق هممكم، وصمودكم

برائحة ترب فلسطين الندية وقد تراقصت عليها قطرات الغيث تهزها وتُحييها
عبق شذاها يلامس شغاف قلوبنا، يزيل ما علِق من هموم وكدر

مر شهر في العام الجديد 2012، وشهريْن في العام الهجري، هكذا تتسارع الخطى فنحن بين أن تعمل فينا الحياة أو نعمل فيها
سعادة غامرة تلك ونحن نرقب مشهد بعض الدول وقد بدأت تستقر، لأن الأمل لا زال حيًا في قلوبهم، متقدًا والكل يريد أن ينجح
وألم عميق ومشهد الدماء المتفق في الشام لا زال ينزف بلا توقف كنبع تفجر، له أجل، رغم طول الليل واشتداد المحن

التاريخ ربما تتكرر بعض مشاهده وحتى أخطاءه، ولكن مَن يقرأ التاريخ ليستنير ويتفادى العواقب؟!
كثيرة هي المشاهد التي تستوجب الوقوف عليها ولكن مَن أعطى نفسه فرصة ليقف هنيهة ليعقل الدرس ويقدم الواجب لا ما يكفي ضمن ثقافة أعمل ل اللحظة؟!
في التاريخ عِبَر، وعلينا ونحن نسير في الطريق أن نعطي أنفسنا ولو ساعة يوميًا مع التاريخ، كما تمامًا قد نتابع البورصة وأسعار العملات والأحداث السياسية المتسارعة
وفي علم الاجتماع عُمق لمن أراد أن يعي حركة المجتمعات
تاريخ وعلم اجتماع ورصد للواقع، يوفر لنا فهمًا لما قد يشكُل علينا

تتعدد المآرب في وطننا الإسلامي العربي، وتتعدد الغايات والمناهج، وكل يدعي أحقيته، ولكن هل يتفق أهل الوطن على مَن يحاولون جره لمعارك جانبية واقتتالات داخلية؟
الإسلاميون يختلفون مع بعضهم
الإسلاميون والخلافات الطائفية
الإسلاميون والعَلمانية
الإسلاميون وقوى العالم الاقتصادية والإسلامية
كل من هذه البيئات الخلافية بحاجة لتعقل وأدب راقٍ وسعة صدر وعلم

إننا بحاجة لمساحات بيننا تركز على بؤر الاتفاق وتغذيها بدلا من تصاعد وتصعيد اللهجة الحادة المستهدفة للمثالِب والتي في مجملها تبتعد بنا عما يمكن أن نقدمه لأمتنا تحقيقًا لنهضتها

هو نداء لكل منا يؤمن بأنه قادر على تقديم شيء ليبذل جهده في تقريب المسافات، متعاليًا على الخلافات المثارة؛ فمصيرها تندثر
نداء لنقرأ ونسأل ونكتب؛ فالعمر يمر وقد تمر بنا منعطفات كثيرة إن لم ندونها نضيعها بالنسيان
أنت وأنتِ وأنا كل منا إرثٌ للأمة، همة وفكرًا وعملا

نحن نور متصل بالرسالة المحمدية من 1400 عام وإن نستذكر المولد النبوي فإننا نذكر أنفسنا بتقييم موقعنا من الاقتداء بسُنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

دعوتي لأن نُشرق على الدنيا
وننفض عنا غبارًا تراكم
ونقضي على آفة الخمول التي تُقعدنا وتقعد بهممنا وآمالنا
إنما تؤخذ الدنيا غِلابا

ولكم مني أطيب تحية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسراء
08/ربيع أول/1433هـ
31/كانون ثاني/2012م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *